المقالات

على اعتاب ..ماراثون العراق الكبير

1277 19:23:00 2011-01-07

هشام حيدر

كان المشتركون في هذا الماراثوان, في السابق, يسيرون ليلا وينامون نهارا بخلاف كل الماراثونات التي عرفها العالم !والسبب ببساطة هو صنم للشيطان في قلب بغداد وليس في قلب اثينا !وبمجرد سقوط صنم بغداد انطلقت الملايين لتشترك في اضخم ماراثوان عرفه التاريخ يتسابقون فيه الى مستقر ماكان قبل قرون خلت , الا واد غير ذي عند شاطىء الفرات حيث وعد الرسول (ص) سبطه واله ان يتركوا هناك على صعيد كربلاء ثلاثا مقطعين مجزرين ,تقتل رجالهم وتسبى نسائهم, فجعل الله افئدة الملايين تهوي اليهم من كل حدب وصوب مخلدين اجتماع الانصار على الحسين (ع) ثم تفاصيل الواقعة وسعي اخت الحسين بين جسد اخويها الحسين والعباس عليهما السلام كما خلد الله سعي هاجر بين الصفا والمروة وشتان بين السعيين!لايقتصر (السباق) على المشتركين فيه بل انه يتحول سنويا الى مادبة سماوية تشبع فيها حتى الطيور و تمتد الى مساحات شاسعة لو انها سجلت في موسوعة غينيس لعجز العالم من الان الى قيام يوم الدين عن كسر رقمها القياسي المسجل !حيث تؤدي كل الطرق الى كربلاء وحيث تتصل المضائف من اقصى الفاو الى الصحن الحسيني المطهر !ابناء المدن يصبحون اصحاب مضائف عشائرية مفتوحة يمارسون فيها ارقى عادات الكرم والضيافة العربية بل وتتعداها لما لم تصل اليه اصول الكرم العربي الذي لم يسمع بغسل ملابس الضيف وتدليك قدميه!! يتفرغ الملايين وينقطعون عن الدنيا لاجل القيام بواجب الضيافة والترحيب ثم ينخرطون لاحقا في ذات المسيرة الماراثونية ليلاقوا نفس ماكانوا يقومون به من كرم وضيافة وترحيب !ويشنع البعض ويسخر.....مليارات تصرف ...وملايين توقف اعمالها .....وايام تهدر اميال يمكن ان تقطع في غضون بضع ساعات ....اليس هذا مضيعة للوقت والجهد والمال ؟اليس الاولى ان يصرف هذا على مشاريع عمرانية او على فقراء ومحتاجين ؟ كما اشكل احدهم على امرأة اهدت المسيح ع عطرا مقترحا ان تتبرع بثمنه لمحتاج, فرد عليه المسيح اعتراضه وخلد فعل تلك المرأة !** ** **وقد يضيف من يحسب نفسه (متدين متحضر - مودرن) ...اكل هؤلاء متدينون فعلا وملتزمون حق الالتزام بوظائفهم الدينية ام اننا نرى فيهم مانرى؟وحتى لايشرأب عنق وهابي نقول ان نفس الاشكالات توجه ضد شعائر الحج والعمرة من قبل (علمانيين)...او (متحضرين) !كما قد قرأت الكثير مما يوجه للصوم و(تاثير شهر رمضان السلبي على اقتصاديات الدول الاسلامية واستنزافه لمدخرات الكثيرين وارهاق كاهل الاسرة العربية ورفع الاسعار ووووو )!!!والامر ذاته ايها السادة ينطبق على قضية التطبير التي تطرقت اليها ايام عاشوراء الاخيرة على الرابطين لاجل الاطلاع على التعليقات والحوارات التي دارت وسجلت حول ماكتبت في حينه !http://burathanews.com/news/112066.html

وهنا حيث لازال الموضوع مثبتا..http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=146315

ولست هنا بمعرض الاجابة والتحليل ......بقدر ما اريد ان اقول ان القضايا المتعلقة بالاحكام الشرعية لاتخضع لتحسينات عقل هذا وتسخيفات عقل ذاك وقبول هذا المتجمع لها اورفض ذاك, او ماتسببه من حرج بسبب نظرة اوربا او حتى افريقيا لهذه الاحكام او الشعائر او الطقوس !لايجرؤء احد على انكار ان قطع اليد حد شرعي يقام كعقوبة للسارق في قانون العقوبات الشرعي الاسلامي !وان عقوبة الجلد هي عقوبة شارب الخمر مثلا !وغير ذلك من عقوبات يراها ( المجتمع المتحضر - الغرب ) عقوبات وحشية متخلفة مع انه يرى اصلا ان الدين الاسلامي دين متخلف اصلا باستثناء تاكيده على امور كالنظافة...... مثلا !لذا فقد كانت الاعتراضات التي طرحت حول مقالي الذي نشر مؤخرا ( لايصلي...ويطبر) غير موفقة من الجانب الشرعي اذا ما استندت في طرحها الى (نظرة الغير) و ( بشاعة منظر الدم) ....لان هذه الاسس لو طبقت ونظرنا الى احكام شرعية اخرى بهذا المنظار فان هذا سيقود الى رفض الكثير من الاحكام الشرعية التي يعد رفضها او انكارها انكارا لاحكام شرعية ثابتة بما قد يساوي الخروج من الدين كله !واني لاعجب ممن يدعي انه (مسلم) لكنه يريد هذا الحكم ويرفض ذاك وفقا لمزاجه او لمزاج مجتمع يعتقد انه (متحضر).....رغم ان هذه الحالة (الانتقائية) وجدت مع الدعوة الاسلامية منذ انبثاقها ....فنزل عليهم التوبيخ من السماء(افتؤمنون ببعض وتكفرون ببعض)..؟؟!!!ما اردت قوله هنا وهناك ان الدين واحد لايمكن تجزئته وفقا لاهواء واجتهادات وتحسينات شخصية....بل ان الامر متروك للعلماء المجتهدين فيما يكون فيه متسع للاجتهاد والا فان بعض الاحكام (كالحدود) لاتخضع للاجتهاد اصلا !لايمكن ان نقبل او نرفض حكما او استحبابا او مباحا لان فلانا يفعله او لايفعله....او لان بعض ممارسيه غير ملتزمين ...او لانه موضع تشنيع وطعن!والغريب ان تجد مواضيع على الانترنت من قبيل (تصويت على التطبير...هل تؤيد او ترفض او تفضل التبرع بالدم)!!!!وكانها قضية خاصة تخضع لراي الاغلبية !الخلاصة....الامور الشرعية تخضع لاراء الفقهاء كما تخضع الامور الطبية لاراء الاطباء والامور القانونية لاراء فقهاء القانون ولايمكن ان تخضع ايا من هذه الامور لاراء شخصية بعيدا عن اسسها الفقهية الشرعية او الطبية او القانونية ..وبخلافه لايعد الاول من الشرع ولاالثاني من الطب ولاالثالث من القانون وهكذا ....ولايلومن المخالف الا نفسه !فمن اجتهد وهو ليس باهل للاجتهاد في امر شرعي يطلب فيه براءة الذمة والنجاة من قاضي القيامة فلن ينفعه لوم الشيطان حينها لانه سيقول له (فلاتلوموني ولوموا انفسكم)!ومن اجتهد في تعاطي الدواء وهو ليس باهل فلايلومن حفار القبور !ومن اجتهد في القانون وهو ليس باهل فلا يلومن قاضي المحكمة او السجان!والامثلة كثيرة.................!!اما نظرات الشعوب ( المتحضرة)...ونظرتنا اليها واشكالاتنا على جوانب من تخلفها وهمجيتها.....فهذا ماتجنبت الخوض فيه حيث كنت قد تطرقت اليه قبل عام تقريبا دون ان اجد اجابة او تبريرا على همجية القوم وتخلفهم..... فارجو ان يراجع - على الرابط - للاهمية !http://burathanews.com/news/83343.html

هشام حيدرالناصريةhttp://husham.maktoobblog.com/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الكوفي
2011-01-08
احسنتم على هذا المقال ، لقد كفيت ووفيت بارك الله فيك اخ هشام ولا حرمنا الله من قلمكم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك