المقالات

التجربة الرابعة ...

782 11:31:00 2010-12-23

احمد عبد الرحمن

لعل الشيء المهم ان الحكومة الرابعة في ظل التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق، تشكلت مثلما كان يدعو ويطالب المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ومعه قوى وتيارات سياسية وطنية اخرى على اساس مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية لمختلف-او جميع القوى والمكونات-الفائزة في الانتخابات البرلمانية العامة قبل اكثر من تسعة شهور.واقرار مبدأ الشراكة وترجمته الى واقع عملي على الارض يمثل احد اهم المداخل الصحيحة لمعالجة الكثير من اشكاليات المرحلة السابقة.وطبيعي انه لايمكن ان تكون الامور مثالية ومرضية بالكامل لكل الشركاء السياسيين، لكن بالامكان التوافق ضمن مساحات واسعة، والالتقاء عند نقاط كثيرة، والحؤول دون تحول الاختلافات في الرؤى والمناهج ووجهات النظر الى خلافات ونزاعات عقيمة وغير مجدية تستنزف الكثير من الجهود والطاقات والموارد وتفتح الابواب لتدخلات الخارج.كانت ومازالت وستبقى مساحات التقارب والالتقاء والتوافق بين شركاء الوطن الواحدة كثيرة وكبيرة، في مقابل هوامش التقاطع والافتراق والاختلاف.ولاخلاف في ان امام الحكومة الجديدة مهمات ومسؤوليات ثقيلة جدا تتطلب بذل اقصى الجهود والطاقات لتحقيق اكبر قدر من النتائج الايجابية والانجازات خلال اقصر فترة ممكنة وطبيعي ان حل المشكلات القائمة وتذليلها لا يتطلب توفير موارد وارصدة مالية كافية فقط حتى يتم تشغيل المؤسسات والدوائر الحكومية والقضاء على البطالة وتأمين الخدمات الضرورية للناس ، وان كان ذلك شيء مهم للغاية ولايمكن الاستغناء عنه او تجاهله .بل ان المطلوب ايضا اتباع سياسات عقلانية ومتوازنة ومتزنة محورها التنسيق والتعاون مع كل الاطراف الداخلية والخارجية بما يخدم المصلحة العامة للبلد ومحاولة استيعاب واحتواء اية صراعات او خلافات واختلافات وفي ذات الوقت الذي نحتاج فيه الى حكومة قوية ومتجانسة ومنسجمة وكفوءة، وتتحرك وتعمل وفق برنامج واضح الافق والمعالم بعيدا عن الاجتهادات الخاصة، فأننا نحتاج الى برلمان قوي يضطلع بدوره الرقابي والتشريعي على اكمل وجه، وكذلك نحتاج الى جهاز قضائي يعمل بمهنية عالية بما يرسخ مباديء وقيم العدالة والنزاهة والشفافية. خلاصة القول ان المنهج الذي سوف تتبعه الحكومة-ومعها السلطات الاخرى-واسلوب تعاطيها مع القضايا والمشكلات المطروحة امامها له الاثر الاكبر في تقرير طبيعة النتائح والانجازات التي سوف تحققها للعراقيين في المرحلة المقبلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك