المقالات

حكومة تقصي المقربين وتهمش الاقربون


د. واثق الزبيدي

لست متشائما ولكن الحقيقة تقضي بان لا نتفائل بالحكومة التي اعلن عنها مساء امس وهي ظاهرة عبرت عنها الصحف العراقية الصادرة لهذا اليوم ومن يقرأ ما بين السطور يجد ان الحكومة انتجت سياسيا وبوحي من مجاملات الغرفة المغلقة ورغبات المستشارين في حكومة الظل التي تحكم اليوم ، وهذا الانتاج السياسي يريد وضع النقاط على الحروف ضمن الحزب الواحد والاحزاب المتشاركة شكلا والمختلفة مضمونا في الحكومة فالسيد المالكي انتج حكومته بعقلية تختزل المكر والدهاء لتدعيم شخصيته فحسب مقصيا ومهمشا ومقربا مثل ما يحلو له ولكادره الاستشاري فقد اوكل وزارة التعليم العالي ووزارة النقل الى شخصيات مقربة جدا منه لكنه اراد بهذا الايكال ان يصغرهم فالسيد علي الاديب الذي ينظر الى نفسه على انه امينا عاما لحزب الدعوة ومرشحا منافس للمالكي بل في السنوات الماضية كان مرشحا اقرب من المالكي حين كان الاديب مرشح اساسي والمالكي مرشح تسوية اما العامري فكان امينا عاما لمنظمة بدر ورئيسا للجنة الامن والدفاع والقيادي في حزب عريق تاريخيا وجهاديا وان ايكال منصب وزير النقل له انما يعني ان المالكي يرى الاديب والعامري او يحاول ان يوصل رسالة للاديب والعامري بان " حجمكما عندي هو هذا " وزراء في حكومتي تعملون بوحي فكري وبعيدا عن التنظير الذي عرفا بها فليس من المعقول ان يكون العامري والاديب شخصيات هامشية بعد ان كان منظريين معروفيين وشخصيات الصف الاول في احزابهما ، ومن الممكن ان تهمشا او تقصيا ان لم تعرفا حدود حجمكما وان ما كان يُمني العامري به نفسه من تسنم وزارة الدفاع او الداخلية ماهو الا حلم غاب عن العامري لهوسه بالسلطة ليجازف بمستقبله السياسي ليكون اليوم وزيرا كأي وزير سيقاد الى مجلس النواب لاستجوابه بعد ان تورط في وزارة لايفهم عن تفاصيلها شيئا كما هو حال باقي الوزراء الذين رشحهم المالكي في طاقم حكومته الهزيل والمفكك ولا اعرف كيف سمح لنفسه وهو رئيس كتلة سياسية كبيرة ان يؤدي بنفسه الى هذا الموقف الذي اعتقد انه لا يُحسد عليه كما لايُحسد عليه زبانيته الذين زينوا له رجاحة عقله في الانفصال عن تياره لانهم اسماء هامشية تحاول ان تقفز على ظهر العامري وتجد لها في عالم السياسة مستقبل كما ناطح اصحاب السقيفة عليا عليه السلام في الخلافة فتدهور حال الامة لان الاعناق فارغة الرؤوس رفعت رأسها لتحوز لنفسها ماهو ليس حقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك