المقالات

اصحاب الدرجات الخاصة.. بين الخدمة الفعلية والامتيازات الفلكية


ابراهيم احمد الغانمي

تثار بأستمرار قضية الرواتب والامتيازات والمخصصات المالية الكبيرة التي يتقاضها الوزراء ووكلاء الوزراء واعضاء مجلس النواب واعضاء مجالس المحافظات والمحافظين والمستشارين وعموم الدرجات الخاصة في العراق، وتعقد بأستمرار مقارنات بين تلك الرواتب والامتيازات وبين مايتقاضاه عموم موظفي الدولة من رواتب، ويتضح ان البون شاسع بين الاثنين، ولامثيل له في معظم دول العالم. مع الاخذ بنظر الاعتبار ان هناك فئات وشرائح اجتماعية عراقية تعاني الحرمان والفقر الحقيقيين، والارقام الرسمية وغير الرسمية تؤكد ذلك حينما تشير الى ان نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر من مجموع سكان العراق تبلغ اكثر من 20% ، وحينما تشير الى ان هناك اعدادا كبيرة من مرضى الامراض المزمنة لايمتلكون نفقات علاجهم، وحينما تشير الى ان عدد الاميين في العراق يبلغ خمسة ملايين شخص من النساء والرجال والفتيات والصبيان.واحدة من اكثر الامور التي تثير حففيظة وغضب واستياء وتذمر الكثير من العراقيين وخصوصا الطبقات الفقرة والمعدمة، هي الرواتب الخيالية لاعضاء البرلمان واصحاب الدرجات الخاصة. والاكثر من ذلك ان من يحال الى التقاعد او يقدم استقالته يحصل على راتب تقاعدي بنسبة 80% من راتبه خلال فترة الخدمة ناهيك عن امتيازات اخرى.الخبراء والمختصون في شؤون الاقتصاد لهم رؤية في هذا الموضوع فهم يرون ضرورة اجراء مراجعة وتعديل لقانون احتساب الراتب التقاعدي لاعضاء مجلس النواب واعضاء مجالس المحافظات والمجالس البلدية، ويشيرون الى مسألة مهمة |،ان الا وهي ان تبدل اعضاء البرلمان ومجالس المحافظات وكذلك اعضاء المجالس البلدية في كل دورة في ظل ما تصرف لهم من رواتب هي الاعلى عالميا سيجعل العراق بعد مرور ثلات الى اربع دورات انتخابية بحاجة لميزانية خاصة لصرف رواتب هؤلاء الاشخاص سواء من كان منهم في الخدمة او محالا الى التقاعد.ويطرح هؤلاء الخبراء والمختصون مقترحات بهذا الشأن تتمثل في ان تصرف لعضو البرلمان او اي من المجالس مكافأة نهاية خدمة بدلا من صرف راتب تقاعدي بنسبة 80% لمجرد اربع سنوات خدمة فقط فيما يقضي الموظف في دوائر الدولة الاخرى 25 سنة ومن ثم يمنح راتب لا يمكن مقارنته مع ما يتقاضاه النائب من مكافأت.ويشير الخبراء الاقتصاديون الى ان الفرق الشاسع بين ما يتقاضاه اعضاء البرلمان ومجالس المحافظات والمجالس البلدية وموظفي الدولة الاخرين خلق حالة من الاستياء لدى معظم المواطنين لا سيما العاطلين عن العمل الذين يرون ان النواب - وفي ظل ما يتقاضوه من ملايين الدنانير- انما يسرقون قوت هؤلاء الفقراء الذين هم من كانوا سبب وصولهم لتلك المناصب وبالتالي انهم مطالبون اي البرلمانيون بإن يجدوا حالة من التوازن فيما يتقاضوه من اموال وبين ما يحصل عليه الموظفين في الدوائر الحكومية.ويتفق الكثيرون على انه من غير الانصاف ولا العدل ان يتقاضى اعضاء مجلس النواب والاعضاء في مجالس المحافظات وكذلك المجالس البلدية رواتب عالية جدا يعادل كل واحد منها عشرين راتبا للموظف العادي . ويقول البعض ان ما يتقاضاه النائب هو اجر يدفع له مقابل ما يؤديه من خدمة هي عمله في البرلمان او مجلس المحافظة او المجلس البلدي وهذه الخدمة هي خدمة طوعية على اعتبار ان الشخص هو من تبرع للعمل في هذا المكان وان اصوات الجماهير ساندته للوصول اليه، لكن من المؤسف والمعيب ان يجعل النائب جل همه ان يصوت على امتيازاته الخاصة دون النظر لما يعانيه ابناء جلدته. وان صرف عشرات الملايين كراتب لهذا الشخص وتحتسب ما نسبته 80% منها راتبا تقاعديا امر غير معقول بالقياس للمدة القصيرة التي يقضيها في هذا المنصب او ذلك.ان المرحلة الجديدة تتطلب اعادة النظر في رواتب وامتيازات المسؤولين الكبار بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، مرورا بالوزراء واعضاء البرلمان ووكلاء الوزارات والمستشارين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك