المقالات

اصحاب الدرجات الخاصة.. بين الخدمة الفعلية والامتيازات الفلكية

2866 11:51:00 2010-12-03

ابراهيم احمد الغانمي

تثار بأستمرار قضية الرواتب والامتيازات والمخصصات المالية الكبيرة التي يتقاضها الوزراء ووكلاء الوزراء واعضاء مجلس النواب واعضاء مجالس المحافظات والمحافظين والمستشارين وعموم الدرجات الخاصة في العراق، وتعقد بأستمرار مقارنات بين تلك الرواتب والامتيازات وبين مايتقاضاه عموم موظفي الدولة من رواتب، ويتضح ان البون شاسع بين الاثنين، ولامثيل له في معظم دول العالم. مع الاخذ بنظر الاعتبار ان هناك فئات وشرائح اجتماعية عراقية تعاني الحرمان والفقر الحقيقيين، والارقام الرسمية وغير الرسمية تؤكد ذلك حينما تشير الى ان نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر من مجموع سكان العراق تبلغ اكثر من 20% ، وحينما تشير الى ان هناك اعدادا كبيرة من مرضى الامراض المزمنة لايمتلكون نفقات علاجهم، وحينما تشير الى ان عدد الاميين في العراق يبلغ خمسة ملايين شخص من النساء والرجال والفتيات والصبيان.واحدة من اكثر الامور التي تثير حففيظة وغضب واستياء وتذمر الكثير من العراقيين وخصوصا الطبقات الفقرة والمعدمة، هي الرواتب الخيالية لاعضاء البرلمان واصحاب الدرجات الخاصة. والاكثر من ذلك ان من يحال الى التقاعد او يقدم استقالته يحصل على راتب تقاعدي بنسبة 80% من راتبه خلال فترة الخدمة ناهيك عن امتيازات اخرى.الخبراء والمختصون في شؤون الاقتصاد لهم رؤية في هذا الموضوع فهم يرون ضرورة اجراء مراجعة وتعديل لقانون احتساب الراتب التقاعدي لاعضاء مجلس النواب واعضاء مجالس المحافظات والمجالس البلدية، ويشيرون الى مسألة مهمة |،ان الا وهي ان تبدل اعضاء البرلمان ومجالس المحافظات وكذلك اعضاء المجالس البلدية في كل دورة في ظل ما تصرف لهم من رواتب هي الاعلى عالميا سيجعل العراق بعد مرور ثلات الى اربع دورات انتخابية بحاجة لميزانية خاصة لصرف رواتب هؤلاء الاشخاص سواء من كان منهم في الخدمة او محالا الى التقاعد.ويطرح هؤلاء الخبراء والمختصون مقترحات بهذا الشأن تتمثل في ان تصرف لعضو البرلمان او اي من المجالس مكافأة نهاية خدمة بدلا من صرف راتب تقاعدي بنسبة 80% لمجرد اربع سنوات خدمة فقط فيما يقضي الموظف في دوائر الدولة الاخرى 25 سنة ومن ثم يمنح راتب لا يمكن مقارنته مع ما يتقاضاه النائب من مكافأت.ويشير الخبراء الاقتصاديون الى ان الفرق الشاسع بين ما يتقاضاه اعضاء البرلمان ومجالس المحافظات والمجالس البلدية وموظفي الدولة الاخرين خلق حالة من الاستياء لدى معظم المواطنين لا سيما العاطلين عن العمل الذين يرون ان النواب - وفي ظل ما يتقاضوه من ملايين الدنانير- انما يسرقون قوت هؤلاء الفقراء الذين هم من كانوا سبب وصولهم لتلك المناصب وبالتالي انهم مطالبون اي البرلمانيون بإن يجدوا حالة من التوازن فيما يتقاضوه من اموال وبين ما يحصل عليه الموظفين في الدوائر الحكومية.ويتفق الكثيرون على انه من غير الانصاف ولا العدل ان يتقاضى اعضاء مجلس النواب والاعضاء في مجالس المحافظات وكذلك المجالس البلدية رواتب عالية جدا يعادل كل واحد منها عشرين راتبا للموظف العادي . ويقول البعض ان ما يتقاضاه النائب هو اجر يدفع له مقابل ما يؤديه من خدمة هي عمله في البرلمان او مجلس المحافظة او المجلس البلدي وهذه الخدمة هي خدمة طوعية على اعتبار ان الشخص هو من تبرع للعمل في هذا المكان وان اصوات الجماهير ساندته للوصول اليه، لكن من المؤسف والمعيب ان يجعل النائب جل همه ان يصوت على امتيازاته الخاصة دون النظر لما يعانيه ابناء جلدته. وان صرف عشرات الملايين كراتب لهذا الشخص وتحتسب ما نسبته 80% منها راتبا تقاعديا امر غير معقول بالقياس للمدة القصيرة التي يقضيها في هذا المنصب او ذلك.ان المرحلة الجديدة تتطلب اعادة النظر في رواتب وامتيازات المسؤولين الكبار بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، مرورا بالوزراء واعضاء البرلمان ووكلاء الوزارات والمستشارين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك