المقالات

لماذا التباكي على الجاني وجلد الضحية مرة أخرى؟؟؟!!!

1205 11:43:00 2010-11-19

وليد المشرفاوي

الوطن هو الواحة الجميلة الخضراء في الصحراء القاحلة المترامية الأطراف , كلما طار الطير في فضائها لا يجد ملجأ حقيقيا إلا بها فيعود يطلب الكلأ والماء والدفئ , والوطن حضن أم رؤوم , الوطن ورشة عمل وخلية نحل ولكل عنصر فيه حقوقه وواجباته والناس في الإنسانية متساوون فيه كأسنان المشط , ويكمل احدهم الآخر في العمل ويتواصل معه في مسيرته , ويتقاسمون الخير سوية ويتحملون الضر معا,وهكذا كان وطن العراق ارض الرافدين ومهد الحضارات ومبعث الأنبياء وميدان الأولياء , وطن حباه الله بكل خير ونعمة يختلف عن كل أوطان الأرض , حيث هو مهد الحضارات ومحط رحال الأقوام , يقصده القاصي والداني ليستزيد من عطائه الثر فكرا وثقافة , ويستقرئ من تاريخه عبرة وعظة , كيف لا وهو مهد حضارة الرافدين التي يشهد بتميزها وعمقها التاريخي .ولكن القدر في بعض مراحله لم ينصف هذا البلد العزيز فابتلى أهله بجبابرة وطغاة أمثال عبيدالله بن زياد والحجاج وصدام العفلقي ..والسؤال هو:-لماذا ابتلي هذا البلد وتسلط على رقاب أبنائه مجموعة من القساة ومردة التاريخ بحيث أصبح لكل فرد من أبنائه على أيدي هؤلاء قصة تراجيدية مخيفة ومرعبة يهرم لها الكبير ويشيب لها الصغير ,وجوابه يستدعي تظافر الكثير من العلوم وأصحاب الاختصاص للخروج بقراءة دقيقة ونافعة , ولكن ليكن جزءا من الجواب ما نعيشه من صور وحراك اجتماعي وسياسي ممكن أن يقرب لنا الجواب بمستوى معين, العراق بصورته الحالية يعبر عن نظام سياسي تعددي , وعلى أساسه يفترض قيام حكومة الشراكة , والشراكة الحقيقية بكل المفاصل وعلى رأسها القرارات , والمطلوب هو الإجماع السياسي الحقيقي للمكونات لا تحميل وفرض القناعات , فان مطالبة بعض الكتل السياسية بإلغاء قانون المسائلة والعدالة وإيقاف عمل محكمة الجنايات الكبرى,وشمول أعضاء(المجلس اللاوطني ) لحزب البعث بقانون التقاعد أسوة بأعضاء مجلس النواب الحالي , وتعهد بعض الكتل الأخرى بذلك وإعطائهم عهود ومواثيق خطية من اجل منصب معين, لا يعبر إلا على إن هؤلاء الأخوة لا يتعاطفون مع ضحايا النظام التي يعجز القلم عن إحصاء الجرائم التي ارتكبت بحقهم والكشف عن مصيرهم الذي لا يزال مجهولا,وكذلك من مقتضيات الوطنية ووحدة المشاعر التعاطف مع المتضررين سواء كانوا شيعة أو كرد أو سنة وباقي الأقليات الأخرى وهذا ما يفرضه منطق العراق الجديد..يقول شهيد المحراب الخال(قدس سره)((إن مشكلة العراق البعثيون الصداميون لذا يجب الأخذ على أيديهم بكل قوة لأنهم أعداء الشعب ولا يستقر لهم قرار إلا بالدماء)), ومن العجيب إن بعد كل الماسي التي قام بها البعثيون الصداميون نجد من يدافع بكل وقاحة وصلافة عن رموز الإجرام ويطالب بإلغاء محاكم الجزاء ضدهم , وهناك من يؤيده وينفذ له من اجل حطام الدنيا الزائلة , علما إن هذه الرموز العاتية لم يصدر منها اعتذار للشعب عن جرائمهم وأخطائهم وتجاوزاتهم ولذا نقول بأي مقياس وطني أو ديني أو أنساني نقيم الدفاع عنهم ونعيدهم مرة ثانية إلى الواجهة ,ونكرر القول لهؤلاء وكل أبناء الشعب أليس من الوطنية الاصطفاف مع أهل المغدورين لأخذ ثأرهم من هؤلاء .. لماذا التباكي على الجاني وجلد الضحية مرة أخرى , إن التعاطف مع هذه الزمر العفنة والموافقة على رجعوها إلى العمل وإخراجها من السجون سيشكل مصادر توتر وعدم استقرار وإعادة أجواء الفوضى العارمة السابقة ,وكل الأدلة تؤكد هذا المعنى حيث مارس الكثير من هؤلاء المجرمين نفس الأعمال التخريبية السابقة بينما المطلوب والحاجة الملحة هي تجفيف منابع الإرهاب . ومن المفارقة أن تتوجه الحكومة إلى إرجاع أمثال هؤلاء إلى وظائفهم وإشراكهم بالحكومة وبمناصب حساسة في حين لم يصدر اعتذار على الأقل من البعثين على سجلهم الإجرامي الأسود , خاصة وان الكثير منهم يتمتعون بامتيازات مغرية في الدولة العراقية ويدافعون عن صدام المجرم وعصابته جهارا وفي وضح النهار,في حين إن ضحايا النظام الصدامي لا يزال الكثير منهم يعانون عدم الحصول على حقوقهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك