المقالات

أزمات بالجملة والقادم أصعب مما مضى!

1124 23:41:00 2010-11-18

تحليل سياسي لقاسم العجرش

الأزمات قادمة بالجملة، وليس صحيحا أننا تجاوزنا أزمة تشكيل الحكومة، فقد خرجنا من نفق "الرئاسات الثلاثة" لندخل في دهليز التكليف برئاسة الوزراء، وقد تعمد الرئيس طالباني تأخير إصدار رسالة التكليف الى ما بعد العيد لإعطاء المكلف الذي هو السيد نوري المالكي وقتا أضافيا لعلمه بعسر مهمته وأنه تحتاج الى وقت أطول من الوقت الذي تمنحه إياه النصوص الدستورية، وبعد أزمة التكليف سندخل في أزمة "التشكيل" وهي المهمة الأعسر في العملية السياسية برمتها، وستبدأ هذه الأزمة بأزمات فرعية، أولها "تسعير" الحقائب الوزارية، فلكل حقيبة أهمية مختلفة عن الحقيبة الأخرى، وهناك ما أصطلح عليه بالوزارات السيادية ذات الثمن الباهض من عدد النقاط!، وستستنزف تسعيرتها المرتفعة أحلام المنتظرين بطابور الحالمين بالأستيزار، وستستحدث وزارات دولة بالجملة ووزارات بلا حقائب أيضا، وسيدخل في التسعيرة والتسويق مناصب الهيئات المستقلة، مثل نزاعات الملكية وهيئة الإتصالات وهيئةالإعلام والنزاهة والقضاء الأعلى، وأمانة مجلس الوزراء وأمانة بغداد ، ومناصب الجيش الكبرى،بل أن الصراع سيصل الى ما دون ذلك من وكلاء الوزارات ومناصب تنفيذي مثل رؤساء ديوان رئاسة الجمهورية ومجلس النواب، وهناك نواب رئيس الجمهورية الذي من المفترض أن يكون له نائب واحد حسب الدستور، لكن من المتوقع أن يصار الى أصدار تشريع بتعيين نائبين حتى تتم ترضية هذا الطرف السياسي أو ذاك..إنه بالحقيقة "بازار"..

بيد أن ازمة مجلس السياسات الستراتيجية كواحدة من الأزمات القادمة، ستكون هي الأزمة "الأم"، وستكون هذه المسألة بالذات اختبارا للإصطلاح الجزافي لحكومة الشراكة . وسيكون مشهد أزمة مجلس السياسات من السعة بمكان..هل هو من ضمن نقاط التثمين للمناصب كما يقول التحالف الوطني، أم هو خارجها كما تقول العراقية..ثم أن التحالف الوطني يقول أن رئاسة المجلس وعضويته إستشارية، في حين أن العراقية ترى فيه سلطة موازية لمجلس الوزراء وأنها مناصب سياسية سيادية شأنها شأن مجلس الوزراء، وهم بالحقية يريدون سلطة برأسين، مع سابقة خطيرة وغير مطروقة في السياسة وإدارة الدول، مؤداها تشكيل مجلس يضم رؤساء الأجهزة التنفيذية والسيادية والقضائية ومسؤولي قطاعات الدولة يترأسه من لا يتوفر على توصيف بروتوكولي يؤهله لقيادة هذا التشكيل..وربما تصورت "العراقية" أن هذا المجلس بمستوى مجلس الأمن القومي الأمريكي، في حين يتصوره التحالف الوطني منتدى أستشاري ليس إلا، ناهيك عن أن تشكيله ليس له أساس في الدستور، وهو ما يستدعي سن قانون خاص به، وليس من المتوقع تمرير القانون وفقا لرؤية "العراقية قطعا" خصوصا وأن عملية لي الذراع التي مارستها "العراقية" وزعيمها علاوي ساعة إنتخاب طالباني، لم يتمكن إعتذار كابينة علاوي في اليوم التالي من محوها، بل عمقها سفر علاوي الى لندن بدون "أحم ولا دستور" كما يعبر الأخوة المصريين في أمثالهم ..

وهو أمر ادركه علاوي ولذا صعد من موقفه غير آبه فيما أذا سبب ذلك تشنجا مع الرئيس طالباني..ولأن الأزمات بالجملة فليس من المتوقع أن تمر حادثة إنسحاب علاوي من إستحقاق إنتخاب رئيس الجمهورية بلا رد كوردي، وسنرى النتيجة قريبا فالكورد على الرغم من طيبتهم وتسامحهم المشهود ، لكنهم لا يحفظون الود لمن يدوس على طرف ثيابهم، وقد فعل علاوي ورهطه ذلك بلا روية....مما يؤشر أن طاولة بارزاني طبخت الحلول على عجل وكان الطبخ غير ناضج البتة، بل أن بعض الآنية حوت طعاما نيئا كما حصل مع مجلس السياسات الستراتيجية..ومع أن هناك نقطة واحدة فقط في صالح مجلس السياسات الستراتيجية ، هي أنه حظي بأقرار أولي لمجلس النواب، لكن هذا أمر ربما يحتاج الى توصيف جديد، لأن هيكلية لجان مجلس النواب لم تخرج بعد، وجميع القرارات والقوانين يجب أن تمر باللجان ، و"هات ليل وخذ عتابة"!حاله حال تعديلات الدستور وورقة الإصلاح السياسي في الدورة البرلمانية السابقة.

ونشير الى أن علاوي كان قد أعلن أكثر من مرة أنه لن يترأس منصبا سياديا دون صلاحيات تنفيذي حقيقية، وأنه يفكر بقيادة معارضة سياسية داخل مجلس النواب متوخيا " المصلحة الوطنية العليا" مع إشارات خفية لعودة العنف، لكننا نذكر أن علاوي سبق وأن أعلن رفضه القاطع لفكرة المشاركة في حكومة يترأسها المالكي، ولكنه "بلع" رفضه وقبل بترشيح المالكي متحججا "بالمصلحة الوطنية العليا"، التي يبدو أنها قميص عثمان ينشر متى ما أريد تدبير أمر بليل!

غير أن هناك ناحية أخرى في كل هذا، وهي صمت المالكي عن الموضوع، فقد ترك بعض المتنفذين في قائمته يصرحون تصريحات تقلل من شأن مجلس السياسات دون أن يقول بما جرى الإتفاق عليه بينه وبين علاوي وبارزاني وطالباني، وهو أمر ربما سينسف كل تصريحات العبادي والسنيد، ويجعلهم يبحثون عن مفردات جديدة تمكنهم من التراجع عن تلك التصريحات..

وبالمقابل ربما يعول المعولون على سأم علاوي من المشاركة في عمل أجهزة الدولة اليومي ، وعدم قدرته على المطاوله، وهو المشهور بكثرة تواجده خارج العراق، وفي الذاكرة أنه لم يشارك ولا في جلسة واحدة من جلسات مجلس النواب المنصرف، وهو تعويل ربما يجد له صدى على أرض الواقع........

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع
2010-11-19
الاخ العجرش /السلام عليكم وصفك وتحليلك يشير الى وجود سياسين وكتل هي من اقترحت واخرى اختلفت معها واخرى تخاول لي اذرع ... ولم تذكر التاييد الامريكي الاعمى مسند ايرانيا للسيد المالكي .... ومن يكن هذا البرزاني بالنسبه للسفاره الامريكيه في بغداد.حتى يقترح او يوثق او يوقع وثائق لاترضى عنها امريكا... حيث هي من فرض ويفرض الاجتماعات ونوعها ومن يكن علاوى حتى يصمد امام الاله والماكنه الامريكيه الدبلوماسيه والعسكريه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك