علي حسن الشيخ حبيب
اتصل احد الاصدقاء اليوم ليدلني على مقال منشور في موقع الحقائق التابع او المحسوب على جهة سياسية عراقية معروفة ..وكان عنوان المقال (نكتة من اهل الناصرية) وهي للكاتب (فاضل نبات العيساوي)، وهو شقيق الدكتور صابر العيساوي امين العاصمة بغداد، حسب ما تبين لي من البحث عن اسمة في محرك كوكل..وهي على الرابط التالي للذي يحب الاطلاع عليه..http://alhakaek.com/news.php?action=view&id=15213
واننا كعراقيين اولا، ومن ابناء تلك المدينة الفاضلة ثانيا، قد اصبنا بالدهشة والاستغراب من تلك الاساءة المقصودة ، من الكاتب ، والموقع على حد سواء، الذي سمح لمثل هكذا تفاهة ان تنشر على صدر صفحتة الاولى ، وان الاساءة غير مقبولة وغير مبررة، ومتى كانت محافظة بحجم محافظة ذي قار التي تعتبر قلب العراق النابض، ومعقل الصمود والتحدي، وثالث محافظات العراق واعرقها تاريخا محط للاستهزاء والسخرية والرجم بالغيب والتجني والتسقيط المبرمج...والذي دفعني الى كتابة هذا البحث البسيط وعلى عجالة من الامر، هو تهافت البعث المقنع بلباس اسلامي على دس السم بالعسل، وتشوية سمعة محافظة تمتاز بثقلها السياسي والاقتصادي والسكاني.. وانني سانقل اليكم اسباب التسمية ومن يقف وراءها !!اما لماذا يصر البعض على ركوب التيارالعفلقي المقيت الرامي الى تشوية سمعة الناصرية فهذا لايحتاج الى عناء في تشخيص الاسباب او الاهداف التي تقف وراء تسمية الناصرية بهذا الاسم المشين، لكي يستهزء بها كل من هب ودب ممن لاتاريخ له، واصوله غير معروفة!!!.. جاءت تسمية مدينة الناصرية ب( الشجرة الخبيثة) من قبل قائد الحملة العسكرية البريطانية التي توجهت لاحتلال العراق، ولهذه التسمية قصة واقعية لآبطال هذه المدينة ، حيث كانت المعارك ضارية بين القوات البريطانية التي جاءت لتحتل العراق وبين القوات العثمانية المحتلة اصلا للعراق، فكانت الزوارق والمراكب البحرية للجيش البريطاني تسير في نهر الفرات لغرض نقل الجنود والامدادات العسكرية لديمومة المعارك، فأتفق بعض من شباب عشائر تلك المدينة الطيبة بالتصدي الى الزوارق البحرية البريطانية التي تمر في نهر الفرات، وقاموا بربط أرجلهم، لكي لاتقل عزيمتهم ويهربون أثناء المجابهة العسكرية، والتي هي بمثابة انتحار لاؤلئك الثوار في مواجهتهم مع قوة تزيد عليهم من حيث العدة والعدد... فقرروا الاختباء خلف شجرة كبيرة مطلة على نهر الفرات الذي يقسم الناصرية الى صوبين ، وعند مرور المراكب البريطانية المحملة بالجنود، عمد هؤلاء الثوار بالانقضاض على المحتليين واوقعوا فيهم الخسائر الكبيرة في العدة والعدد، فقطعت الآمدادات العسكرية على القطعات البريطانية المتقدمة مما اثر على سير المعركة بين الانكليز والعثمانيين، وكذلك أثار حفيظة القائد العسكري البريطاني فأطلق على تلك الشجرة التي كانوا يختبئون خلفها الثوار ب ( الشجرة الخبيثة) ومن هذه القصة او الملحمة البطولية التي قاموا بها هؤلاء الرجال اطلقت على هذه المدينة ( الشجرة الخبيثة)، حيث كانت الناصرية على مر العصور منطلق لكل الحركات الثورية والتحررية، وهي مهد ومعقل للحركات والاحزاب العراقية المختلفة، وقد أقلقت الناصرية مضجع البعث المقبور في الانتفاضة الشعبانية المباركة ..فأعاد أطلاق أسم الشجرة الخبيثة عليها بعد ألانتفاضة الشعبانية، وذلك لانطلاق الشرارة الاولى لتلك الانتفاضة من مدينة الناصرية ومن اهوارها الشماء..أنها الناصرية التي قامت فوق أرض آورالموغلة في التاريخ والتي هي مدينة سيدنا أبراهيم الخليل عليه السلام ، التي تعمد بها النبي الكريم فتقدس ماؤها وترابها، وطاب وطهر كل شيء فيها..وهذا سبب بروز حالات الممانعة لدى ابناءها، وعدم تقبلهم الظلم والركون الى الظالم، وهي الشجرة العراقية المثمرة بأبناءها الابطال الاصلاء بأصالة تاريخهم الوضاء وفضله على الانسانية جمعاء..
الناصرية هي الشجرة التي أبتدات حضارات الدنيا من ثمار حضارتها، وفيها أيضاً اكتشف الأنسان النار، وكتب أول حروف الكتابة على الطين وورق البردي، وهي الشجرة الناصعة اللون التي اصبحت من علامات الاصالة العراقية، وهي شجرة حقاً محملة بالعبق والعطر والبهجة والأصالة... ومن تلك الشجرة كانت تبتدأ اليابسة لأرض يقال لها أوروك ، وهي المدينة التي ساهمت منذ بداية تكوينها في مفاصل الحركة الوطنية العراقية وبروز الوعي الفكري والسياسي .. وفي أهوار الناصرية تحج الطيور وتأبى الأسماك أن تغادرها،وفوق جبايش القصب العائمة فوق الماء فتتشكل مدن عائمة لاشبيه لها في انحاء المعمورة، ويضللها القمر ويلاطفها سكون الماء وتناغمها النجوم التي تتلالاء كالشذرات لتعطي منظرا يسكن النفوس ويبعث الطمأنية .. وهي الشجرة التي لم تبخل على الدنيا حين تطرز جيدها بفلذات اكبادها، من خيرة شباب العراق في التسابق على التضحية ولملمة الجراح، وهي معقل للاحزاب العراقية، والمعارضون للظلم والاستبداد على مر العصور ...وهي الشجرة التي شكلت معلماً مهما من معالم التمدن في العالم، فبدت زقورتها وأطلالها شاهداً على أبدية العصرالذي نقشته على صدر الزمن .وكانت هذه الشجرة المضيف والأمان والبيت الواسع والصدر الرحب والقيم العراقية الجميلة والملاذ الذي يلجأ اليه الملهوف..هي الشجرة التي كانت دائماً الشوكة التي تثير الحنق في قلوب الذين يريدون الشر بالعراق ، وهي شجرة الشوك التي اقضت مضجع الطاغية المقبور وأنتفضت عليه في شعبان 1991 م.. هي شجرة لكنها ممتلئة بالمحبة، والأصالة، والقدرة على التجدد بعد كل مأساة أو كارثة أونازلة تحل بها وبأهلها الطيبين..هي الشجرة الطيبة الأصل والفروع، وهي صافية كمياهها، وعاشقة كشارع عكد الهوى فيها ، وهي مدينة الشعراء والفن العراقي الاصيل، ملونة بألوان زاهية وهي بسيطة وطيبة كبساطة أسواقها، وجميلة رغم أهمالها عمداً من السلطات التي تعاقبت على حكمتها، والتي رحلت كلها الى ذاكرة التاريخ وبقيت الناصرية أسماً خالداً وشامخة شموخ القصب النابت في اعماق الهور والمتطلع نحو السماء يريد أن يعتلي نجومها ،وهي بحق مثلها كالشمعة للعراق تحترق لكي يبصر العراق .. هذا الكلام ليس لكوني انتمي الى تلك البقعة الجغرافية الطاهرة، والتي احس ان حبها يسري في عروقي لانها موطن الاباء والاجداد الذين تركوا لنا ارثا حضاريا يشع بنورة على الانسانية فأنعكس ضوءه نقيا طاهرا ناصعا لاتحجبه تهرصات فاضل نبات العيساوي ومن وراءه ...واحب ان انقل اليكم جزء من مقطوعة شعرية قديمة لاحد شعراء الناصرية وهو يمجد فيها الناصرية الحبيبة لو حل ذكر المدح حنا الأوايل سلايل رجالٍ ونعم السلايل هل الناصرية أهل الوفاء والشهامةثلاثة بدودٍ من أهل الفضايل تشهد لنا اور بحضارة وسيعة ويشهد لنا العالم بالفعايل أهل الكرم والجود أول وتاليذبّاحةٍ للضيف كبشٍ وجمايلوأهل الحكم والمعرفة وأهل ديننوعد ونوفي من رجال الصمايل العرِف والحكمة وعدة خصايل شجعان وقت الحرب ماهم ذلايل فزعاتَهم للملهوف والطالب حمايل قوم الوفاء والطيب قوم الكمايل هم النشامة معدّلِين الموايل قوم الشهامة حي ذيك الفصايل
https://telegram.me/buratha