المقالات

الجريمة المنظمة تزدهر في ظل الفساد

580 14:25:00 2010-11-13

الجريمة المنظمة تزدهر في ظل الفساد

فراس الغضبان الحمداني

مازالت الحكومة العراقية وعلى رأسها وزير الدفاع والداخلية وقادة العمليات الميدانية يؤكدون ليلا ونهارا بمناسبة وبدون مناسبة بان القوات العسكرية والأجهزة الأمنية بكامل جاهزيتها وهي لا تحتاج بعد اليوم لبقاء القوات الأمريكية لكن واقع الحال والوقائع اليومية تؤكد حقائق أخرى قاسية ومريرة لا يريد البعض إن يعترف بها لأنها تقلص من امتيازاتهم وتجعل من مناصبهم تسميات مجردة من مدلولها الواقعي .

إن ابسط مؤشر لتحقيق تقدم في مجال الملف الأمني إن تنسحب القوات المسلحة من المدن لكي تتولى حماية الحدود الوطنية وتخلق حالة من التوازن مع دول الجوار ويفترض إن يترك الأمر بكامله إلى وزارة الداخلية ولكن هذا الأمر لم ولن يتحقق ولأسباب سنورد البعض منها .

يشهد الملف الأمني ظاهرة غريبة تتمثل بتعدد مراكز القيادة والقرار وبهذا تتقاطع الإرادات ولم يستطع القائد العام للقوات المسلحة إن يجمع بيديه كل هذه الخيوط المتناثرة بل إن هذه الأجهزة تعيش حالة احتراب داخلي وانعدام ثقة بين قياداتها وأفراد قاعدتها فالمالكي له موقف مع البولاني والأخير لا يتردد بعدم تنفيذ أوامره ونتج عن ذلك فوضى أمنية وعدم التنسيق في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة .

إن المجموعات المسلحة وبينها العصابات المنظمة مازالت تمتلك عنصر المباغتة والمبادرة رغم تعدد الأجهزة الموجودة في الشارع العراقي من دفاع وداخلية وعمليات بغداد والأمن الوطني والمخابرات والاستخبارات ومليشيات الأحزاب والصحوات وكل هذه لم تستطع رغم تعددها من إيقاف عمليات العنف بكل دوافعها لتشتت القرار المركزي وعدم التنسيق المشترك وضعف الخبرة فظلا عن اختراقها من قبل عناصر إجرامية وإرهابية .

لم يعد خافيا على كل العراقيين إن وزارة الداخلية هي عبارة عن ( متفرقة ) من شتى القبائل بشطريها العشائري والسياسي واغلب هذه القوات وقياداتها هي من العناصر الطارئة غير المحترفة وتعيش حالة صراع في ما بينها وسباق عنيف لجني المكاسب والمناصب .

إن من اخطر العوامل التي دمرت مسيرة وزارة الداخلية هي طموحات السيد البولاني لتولي رئاسة الوزراء وكان المفروض به إن يلتزم بالعهد الذي وقعه بنفسه وهو من يتولى هذا المنصب إن لا يكون سياسيا لكن طموح السلطة جعلته ينشغل باجتماعات الحزب الدستوري وترك أمور الوزارة الجوهرية بيد كتل متصارعة فالكل تعمل لكتلتها وحزبها وبهذا ضاع الخيط وطار العصفور ومازال كما يقولون الحبل على الجرار .

لذلك لا تستغربوا إن تظهر مجموعات مسلحة صغيرة إن تهزم وتقتل جيوش من الشرطة والجيش لأنها جميعا مخترقة من الداخل وقياداتها لا تفكر إلا استثمار الوقت لجمع المال وشراء العقارات وجعل أسرهم تعيش حياة مرفهة ومستقرة على حساب تعاسة ومصائب الآخرين .

إن الإخوة الأعداء الذي ائتمناهم على امن البلاد امنوا أنفسهم وأسرهم في دول الخليج أو الدول الأخرى التي يحملون جوازاتها واشتروا فيها قصورا يحسدهم عليها بعض الرؤساء في الشرق والغرب ويمتلكون أرصدة ينافسون فيها أغنياء العالم .

وهنا نطرح سؤالا مشروعا هل تستطيع الجيوش المخترقة ومهما كان تعدادها وأعدادها إن تحقق الأمن للجميع ؟ وهل تستطيع قيادات أمنية وعسكرية عقيدتها الأساسية استثمار مناصبها لجني الأموال أن تقود جيوشا أو فيالقا من الشرطة و تحقق النصر على الإرهاب وعلى عصابات الجريمة المنظمة .. والجواب أيها السادة الكرام لا يحتاج إلى استطلاع رأي أو تأملات لان الواقع يقول إن الإرهاب والعصابات تحيا وتزدهر وتنتعش في ظل الفساد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك