المقالات

زيارة الإمام الحسين يوم عرفة زيادة في المعرفة


حسن الهاشمي

الدعوة إلى الله تعالى تارة تكون عن طريق أوليائه وأخرى تكون عن ممارسات وطقوس يؤديها المؤمن تشذيبا للنفس وتكاملا لمكنوناتها التي بين جنب الإنسان، فلابد له بين الفينة والأخرى من صقلها بمحطات الرحمة والغفران الإلهية وإلا يصيبها الصدع والخسف على حين غرة، ربما يغفل الإنسان عن ذلك ولا يصحو إلا بعد انهيار السقف على رأسه ولات حين مندم، وأشد الخسف هو خسف الإيمان والوقوع في شرك الشيطان، ولعل مغريات الدنيا تحتم على المؤمن أن يعيد لياقته الإيمانية وباستمرار مطرد ليبعد عنه رياح السفه والضلالة والهجران.ومن بين تلك المحطات الإلهية زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام الذي هو بحق مصدر إلهام وإشعاع فكري ومشعل هداية ليس للمسلمين فحسب بل لجميع الأحرار في العالم، ذلك الإمام الذي ضحى بكل ما يملك خالصا لوجهه الكريم ودفاعا وذودا عن كرامة الإنسان وعزته ورفعته في الدنيا والآخرة، إذن لا غرابة عندما نطالع أحاديث كثيرة معتبرة إن الله تعالى ينظر إلى زوّار قبر الحسين (عليه السلام) نظر الرّحمة في يوم عرفة قبل نظره إلى أهل عرفات. فالذين يطوفون عند قبر الحسين عليه السلام فإنما يطوفون على قبر من قبور أوليائه الصالحين تقربا به إلى الله تعالى بأن يتدرجون مدارج الكمال والهداية ويضحون مشاعل نور تنير الدرب لكل من تاق ويتوق إلى معنى الإنسانية والكرامة والنبل والاستقامة، يوم عرفة هو اليوم الذي يعرف الإنسان ربه ويسير وفقا لتعليماته وهديه، فأيهما أقرب إلى الله تعالى وأنفع في تكريس المعرفة الإلهية الحقة الإمام الحسين عليه السلام أم جبل عرفة!! علما إن الإمام بتضحياته هو الذي دلنا على أحكام الله تعالى ومن ضمنها مراسيم الحج، ومن هذا المنطلق لا غرابة في تلك الأحاديث التي تؤكد إن الرحمة الإلهية تنهمر على زوار الحسين قبل انهمارها على الحجاج في يوم عرفة. نحن عندما نذعن إن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه، فإن الوقوف بعرفة واجب بالإستطاعة لمن أدرك الحج ومن لم يدرك الحج لسبب أو لآخر فإنه لم ولن يحرم من تلك النفحات الإلهية التي يمكن التعرض لها عند قبر الإمام الحسين في كربلاء المقدسة، وفي حديث معتبر عن رفاعة، قال: قال لي الصّادق (عليه السلام): يا رفاعة أحججت العام؟ قلت: جعلت فداك ما كان عندي ما أحجّ به ولكنّي عرفت عند قبر الحسين (عليه السلام)، فقال لي: يا رفاعة ما قصّرت عمّا كان أهل منى فيه لولا إني أكره أن يدع النّاس الحجّ لحدّثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه أبداً، ثمّ سكت طويلاً ثمّ قال: أخبرني أبي، قال: من خرج إلى قبر الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقّه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه وألف ملك عن شماله وكتب له ألف حجّة وألف عمرة مع نبيّ أو وصيّ نبيّ. هذه العطاءات عادة تكون كبيرة ومتكثرة في مقاساتنا الدنيوية، أما لو أنها صدرت من رب العزة الذي لا يزيده كثرة العطاء إلا جودا وكرما فإنها قطرة في بحر جوده وكرمه، ولو نظرنا إلى تضحيات الإمام في واقعة الطف وبسالة من استشهدوا تحت لوائه المقدس من أهل بيته وأنصاره وذوبانهم في ذات الله وتنمرهم في عبادته وطاعته والانقياد لتشريعاته النبيلة، لأدركنا إن كل تلك العطايا من صحبة الملائكة وآلاف الحجج والعمرة والثواب المترتب عليها مع أخلص عباد الله من الأنبياء والأوصياء، هي قليلة ومعدودة قياسا لما بذله بطل كربلاء في سبيل الله الذي لا يحد إخلاصه وتفانيه حد، ولا يعده عدد ولا يحصي آلاءه إلا من بذل في سبيله دمه الطاهر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك