المقالات

الثنائي النحس واستهداف كنيسة سيدة النجاة


وليد المشرفاوي

إن المتابع والقارئ لتاريخ البشرية يتوقف عند محطات فيها الكثير من الدروس والعبر للأجيال وأخرى مذهلة ومرعبة للشعوب ومخيبة للآمال , ولعل البداية من ولد ادم (عليه السلام) هابيل وقابيل وكيف تجرأ قابيل على قتل أخيه تحت طائلة الهمجية والأطماع , علما إن الكرة الأرضية يومها كانت لهم ! فلا تزاحم على مأكل أو مشرب أو منزل أو مقاطعة أو بئر نفط أو حقول غاز ,لكنه الشر المزروع في بعض النفوس الطاغية والمجنونة والتي يزين لها هواها والشيطان سوء العمل , فتتصوره انجاز حسن وممتاز وذلك بما تحتويه هذه النفوس من روح سبعيه آكلة مفترسة تتلذذ بعذاب الآخر وتدميره وإفناءه وإلغائه من الوجود وتستأنس بالآم المكلومين والمعذبين , وترى لذتها في ذلك , ويلاحظ المتابع كذلك للتاريخ البشري الموجات الهمجية الحربية كيف نشأت ؟ وكيف تكونت ؟ ثم نمت وتحركت لأهلاك الحرث والنسل وقد حملت معها شعار الموت والخراب وسفك الدماء والتمثيل بالإنسان وإشاعة احتقار دمه في حين إن كل الفلسفات والأديان لا تتسامح بالدماء ولا تتهاون بالتعامل معها بالدونية والإهمال إلا في حالات خاصة ونادرة , ولا تحدث إلا عندما يقف المقتول ضد النور والحق والهداية والإرشاد وسعادة البشرية ورفاهها وتقدمها وهذا نهج الإسلام القويم . في حين استهلت بعض النظريات والفلسفات والحركات والتنظيمات المنحرفة الشاذة الاعتداء على الإنسان وتدمير حضارته وثقافته بأساليب همجية ووحشية حيث يحل الخراب مكان الأعمار , والفوضى محل النظام والعقل , وتسود القسوة بدل الرحمة والعفو , ويتباهى المجرمون بتطبيق الظلم على الآخرين , وتسرق البسمات والأموال وتسبى العيال , ويحل الويل والثبور في عباد الله ودون وخزة من ضمير عند هذه الموجات المحاربة الناقمة المعتدية . والتتار والمغول في أعمالهم وأفاعيلهم واعتداءاتهم خير مثل على ذلك والذين بدؤوها من أواسط آسيا في منغوليا وحتى العاصمة بغداد في ذلك الوقت وبهذا الطريق الحربي الطويل التي سودت صفحات التاريخ بما قامت به جيوشهم وندى جبين الإنسانية لأعمالهم حيث شملت القتل والترويع وبقر البطون وسمل العيون والموت صبرا وحرقا وغرقا وما جرى للنساء من اغتصاب وذبح أطفالهن في حجورهن , ومن أعمال لا يعلم أبعاد إجرامها إلا الله تعالى . وكذلك ما قام به النازيون من أعمال مشابهة لما ذكرناه بل لعله أسوء حيث سخر التطور العقلي والعلمي في خدمة هندسة الجريمة وشرعتنها حيث ذهب ما يقارب ربع العالم في الإجرام الوحشي النازي والذي لا تزال آثاره قائمة حتى اليوم من تشويه وعقم ومحاكمات وسجون وغرف الغاز . ثم ما قام به حزب البعث في العراق وما جرى على يديه من تصفيات جسدية وتغييب وإلغاء تشهد لها وتوثقها المقابر الجماعية المنتشرة من شمال العراق إلى جنوبه ومن سجلات المفقودين الذين لا يعلم نهايتها حتى ذويهم وما الحروب التي قام بها المقبور صدام وحزبه في الداخل والخارج لدليل آخر على هذا الإجرام والفتك دون وازع من ضمير حي ,أو بقايا من إنسانية . وعليه اليوم تأتي هجمة الوحوش الضارية الثنائية التركيب المتكونة من بقايا الخوارج المارقين من الدين (القاعدة ) والذين تربوا في صحراء نجد القاحلة وكهوف أفغانستان المخيفة , والشق الثاني مكون من بقايا حزب البعث الصداميين ومن رجال الأمن والمخابرات ورجال التعذيب والتحقيق لهذا الحزب الصليبي المعروف بإجرامه وإبادته للبشر وللزرع والضرع , والتي أدت تصرفاته إلى القضاء على مدن كاملة بالأسلحة الكيمياوية المحظورة دوليا , هذا هو الثنائي النحس التعس المتعاهد والمتفق والمتحالف على قتل الناس وخصوصا العراقيين , حيث تكشف أعمالهم وتفجيراتهم أهدافهم وغاياتهم والعقد الأخلاقية والسياسية التي تحكم دواخلهم المعبئة بالكراهية للإنسان كبيرا أو صغيرا ذكرا أو أنثى ودون تميز بين دين أو مذهب أو قومية ,حيث كان آخر أعمالهم الإجرامية احتجازهم لعدد من الإخوة المسيحيين كرهائن في كنيسة سيدة النجاة وقتل عدد منهم لا لشئ سوى أنهم يريدون العيش في هذا البلد بأمان وسلام ويؤدون طقوسهم الدينية بحرية بحكم الجو الديمقراطي الذي يعيشه العراق الجديد , لكن هذه الجماعات الإرهابية الصدامية قد غلف قلوبها الصدأ وتحكمت في سلوكياتهم شياطين الإنس والجن ودولارات الخليج وتشجيع أمرائهم , هذه المجاميع من المشجع والممول والمفتي والمنفذ هم بلا شك يهود العصر الذين لا يريحهم إلا سفك الدم , هكذا هم يتعاملون مع العراقيين جميعا وبصراحة متناهية فان من مفاخرهم أن يعيش إنسانهم المثالي تاريخا دمويا ويبدع ويجتهد في سفك دماء العراقيين , وعلينا نحن العراقيين ونحن نستعرض هذه المشاهد المروعة الأخيرة لكنيسة سيدة النجاة أن ندرك بوعي عال وثقافة خطط الجاني الإرهابي ألبعثي وهوسه وجنونه ودوافعه بأنه لا تهمه لخسته الأرواح والدموع والفواجع واليتم والترمل , وقد كفروا بفتوى وهابية هذه الأمة واستحلوا دمائها لذا يجب الوقوف بوجوههم فان الشر لا يرد إلا بالشر والعاجز يفتش عن مبررات وشهود وحجج واهية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك