المقالات

شهداء كنيسة النجاة....والحقد التكفيري على العراقيين


الدكتور يوسف السعيدي

قال الله تعالى " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبرونَ" صدق الله العظيموقبل ظهور الدين الإسلامي الحنيف أبلت القبائل العربية المسيحية التي كانت في العراق البلاء الحسن في معركة ذي قار وفي حرب القادسية الضروس حيث شارك العرب النصارى أخوانهم العرب المسلمين في هذه الحرب والتي كانت نقطة التحول التي بدلت وجه العالم وقضت على اكبر إمبراطوريتين كانتا تقتسمان الوطن العربي، وفتحت الأبواب واسعة لترفرف راية الإسلام في أصقاع الدنيا كافة...وعندما حرر العرب المسلمون بيت المقدس لم يقف بمواجهتهم النصارى العرب لمساندة البيزنطيين الذين كانوا على دينهم بل رحبوا بالفتح العربي ونظروا اليه عاملاً حاسما في تخليصهم من الطغيان الغربي والهيمنة اليهودية ولقد أبقى عمر بن الخطاب على كنائسهم ومنع المساس بها وجعل الفرد المسيحي حراُ في ان يشهر أسلامه أو يبقى على دينه وبحماية المسلمين أنفسهم...وفي العصرين الأموي والعباسي اتخذ الكثير من الخلفاء عدداً من النصارى ذوي المواهب كمستشارين ومترجمين وأطباء وكتاباً.... وقد برز كثير من النصارى من ذوي المواهب فاغنوا الحضارة الإسلامية-العربية بالكثير من المعارف وكان لهم دورهم في نقل التراث الإنساني ولا سيما الإغريقي الى اللغة العربية.وظل العرب المسلمون والمسيحيون أخوة متحابين يعلوا انتماؤهم الوطني على كل مصلحة خاصة...وعند قيام الدولة العراقية الحديثة فان التفرقة لم ترد على أي لسان ولا في أي قانون... وظل الجميع آمنين وهو يؤدون شعائرهم في المساجد والكنائس والأديرة.ولم يستطع المستشرقون ورجال المخابرات للدول الاستعمارية ان يفرقوا بين المسلم والمسيحي بل ظلوا أخوة متحابين، كما شارك عدد كبير منهم في تحمل مسؤولية أدارة الدولة على أحسن وجه وبرز منهم العلماء والكتاب والشعراء والفنانون الذين اغنوا الثقافة العربية ورفعوا اسم العراق عاليا...أما على مستوى الدفاع عن الوطن فلم يختلف المسيحي عن أخيه المسلم في الذود عن العراق أرضا وسماء ومياه فلقد كان منهم شخصيات تبوؤا مراكز قيادية مرموقة ابلوا بلاءً حسنا في الدفاع عن ارض الرافدين ومنهم الشهداء الذين ضحوا في سبيل الوطن بأرواحهم.ولا تختلف الحال في العراق عما هي عليه في الوطن العربي، ولعل المقاومة الفلسطينية خير مثال فليس هناك من فرق بين مسلم ومسيحي في النظرة الى الاحتلال الصهيوني ولا في الانتماء للحركات الجهادية ولا في رفع السلاح لمواجهة الاستعمار الاستيطاني....وألان عندما تفجر كنيسة النجاة في الكراده من قبل التكفيريين اثناء الصلاة واحتجاز المصلين كرهائن وقتلهم .... فان هذه الجريمة ليست موجهه ضد المسيحيين وحدهم بل هي اولاً وقبل كل شيء ضد روح التسامح التي أسس لها الإسلام وظل المؤمنون ملتزمين بها...وهي ضد شعب العراق لان المسيحيين هم مواطنون عراقيون وشريحة لا تنفصل عن شعب العراق ولانهم عاشوا على أرضه منذ عشرات القرون..وزاد من أمنهم وحريتهم في ممارسة طقوسهم انتشار الدين الإسلامي الحنيف.وكما حدث ويحدث من محاولات لإثارة الفتنة والفرقة بين المسلمين السنة وإخوتهم المسلمين الشيعة وبين العرب وإخوتهم الكرد فان هذا العمل يصب في الإطار نفسه وهو أثارة الفتنة، وتحطيم الأسس الثقافية التي يقوم عليها المجتمع العراقي... وان مصدر هذه الجرائم هو ذات المصدر التكفيري وعملائه وعدد من المغفلين الذين أساءوا ويسيئون للإسلام ووجهه الحضاري ثم اؤلئك القادمون من وراء الحدود الذين لا يعرفون من الجهات الأربع غير الوراء... وضعاف النفوس الذين يقايضون الوطن والنفس الإنسانية بالمال الحرام .... ولكن على هؤلاء جميعا ان يفهموا بان أواصر الأخوة بين العراقيين سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين عربا وكرداً وتركماناً وبقية الديانات والقوميات هي أواصر لا انفصام لها لانها من القيم والمثل العليا للدين الإسلامي الحنيف قد صنعت وعلى الحق والروح الانسانيه والوطنية قد عقدت..وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.....تغمد الله تعالى شهداءنا من المسيحيين وغيرهم من الوطنيين الاحرار ...وابرياء الوطن العراقي الجريح ...برحمته الواسعه انه سميع الدعاء...والله من وراء القصد

الدكتوريوسف السعيديالعراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو ساهر الفرطوسي
2010-11-02
والله ضربة الاخوة المسيحيين جائتنا في صميم قلوبنا هؤلاء مسالمون ونحن اصبحنا دين الارهاب
عبدالله علي شرهان
2010-11-02
نعزي الامام الحسين عليه السلام باستشهاد احفاد جون النصراني
زئير فهل من اذان سامعه؟
2010-11-02
يشهد الله كم عمق حزنناوكمدنا على كل مواطن عزيزذهب ضحية لمسوخ العهر الارجس وكم دعونا لهم في صلواتنا التي تأمرنابالمعروف وتنهاناعن المنكر وكم أعلن شرفائنابرائتهم من هذه المسوخ القاذورة ومسخريهم الانجاس جملة وتفصيلا ألا أن مايحز بقلوبنا هو عدم اشمئزاز الفاتيكان من مخازي وعهرونجاسات الصنم الادنس صدام على مدى حكمه الأسود ولا من مخلفيه من خزواالبشرية طرا ولا من طارق عزيز ساندالجرذالأقذر وعبده الأذل من تسبب وسيده القاذورة في سحق مليوني ادمي وتشريدوخردلة و تثريم وتدنيس الشرائع طرا؟ تذكير؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك