المقالات

ماذا يريد ملك السعودية من العراق ؟

892 09:17:00 2010-10-31

وليد المشرفاوي

المتابع والمراقب للحالة السياسية والدينية والمذهبية في العالم العربي ودول الجوار تستوقفه عدة أشياء , لم تكن مألوفة في المجتمع العراقي وخصوصا عند أتباع أهل البيت(عليهم السلام) , ولعل من أسبابها إن هذه الشريحة وهم الأغلبية كانت تعيش حالة التهميش والإقصاء وقد مورس بحقها ألوان من الظلم والاضطهاد والقهر , وكان ليس بالإمكان التعبير عن معتقداتها الدينية والمذهبية وبعيدة كل البعد عن الساحة في مجالاتها السياسية والاجتماعية منذ أكثر من (100) عام , ومنذ أن هدمت الوهابية ووحوشها الكاسرة حرم أهل البيت(عليهم السلام) في البقيع المطهر واتبعته بحملات عسكرية إجرامية وفاسدة على حرم آل الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم) وخصوصا حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الاشرف وأولاده الأطهار في كربلاء المقدسة , وبعد أن تصدى لهم أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بكل قوة وكفى الله المؤمنين والديار المقدسة شرهم , وبعد ثورة العشرين التي قادتها المرجعية الدينية آنذاك اتخذ الانكليز قرارهم بالضغط على الشيعة حيث سفر علمائهم ونفي ثوارهم , وقد اتحدت قوى الشر للضغط عليهم وحرمانهم من كل حقوقهم وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية , وأصبح العراق يئن من وطأة معادلة ظالمة سيطرت فيها الأقلية السنية على الأغلبية والأكثرية الشيعية وهمشتها وهضمت حقوقها ثم جاء حزب البعث العفلقي الحاقد بعد ذلك لينفذ أجندات خارجية طائفية وعنصرية واستطاع أن يصب جام غضبه ويفرغ حقده الدفين والخزين على أبناء هذه الطائفة المحرومة طيلة فترة وجوده البغيض على سدة الحكم يسانده في ذلك الملك السعودي الراحل (فهد) وزمرة من شيوخ الخليج ومن لف لفهم , وكادت الكارثة أن تقع لولا رحمة الله فقد تعرض أبناء هذه الطائفة ومراجع الدين العظام وكل المثقفين والمتدينين أبان وجود هذا النظام القمعي إلى هجوم وحشي لا مثيل له في التاريخ فقتل وسجن ونفي وظلم وطال التخريب مؤسسات هذا البلد الدينية متمثلة بالحوزة العلمية وعلمائها ومفكريها والتي تشكل حاضرة علمية ومصدر إشعاع للثقافة الإسلامية الأصيلة في شتى أنحاء العالم , واليوم بعد أن من الله على العراق بالخلاص من حقبة سوداء في تاريخه لتعيش مكوناته الأساسية معادلة جديدة تعطي للجميع حقوقهم وتحكم فيما بينهم منطق الأخوة والمحبة والمودة لينعم هذا البلد بالأمن والاستقرار والآمان بعد أن رزح أبناء شعبه تحت نير الظلم والقهر ردحا من الزمن , عادت من جديد الأصابع السعودية الوهابية لتحرك لعبة قذرة تستهدف شيعة أهل البيت( عليه السلام) في الصميم مستفيدة من عصابات البعث المنهزم وأصحاب الفكر التكفيري والقاعدة موظفة أموالها وإمكاناتها وإعلامها المسموم لهذا الغرض ,وكان أخرها التدخل السافر في الشأن العراقي من قبل المالك السعودي عبدالله بدعوته الكتل السياسية للاجتماع في السعودية لغرض تشكيل الحكومة العراقية , فنوايا الملك السعودي معروفة وواضحة للعيان حيث رائده في ذلك أن لا ينعم العراق بالاستقرار والأمن خصوصا في هذه المرحلة والانعطافة التاريخية المهمة في حياته وهو يضع اللمسات الأخيرة على تشكيل الحكومة والتي من خلالها ينفتح على مرحلة جديدة وحقبة تاريخية في البناء والأعمار وإقامة العلاقات مع كل دول العالم على أساس تبادل المصالح والمنافع المشتركة, فقد تعددت اللقاءات والمؤتمرات لدول الجوار والدول التي لها دخل في الشأن العراقي لإيجاد حل للمشكلة العراقية وإنهاء الأزمة التي يعاني منها هذا البلد الجريح , المشكلة إن هذه المؤتمرات والاجتماعات تنتهي نهاية كلاسيكية حالها حال كل المؤتمرات والاجتماعات بتصريحات ايجابية ورغبة في إيجاد الحلول ,لكن رغم انعقاد العديد من هذه الاجتماعات في هذه الدول بما فيها السعودية لكن الأزمات تتفاقم في العراق بعد كل مؤتمر أو اجتماع في هذه الدول لعدم جدية هذه الدول بإنهائها أو قطع روافدها التي تغذيها داخل أراضيها من اجل تصفية حسابات فيما بينها ليكتوي المواطن العراقي بنارها ويتحمل أعباء مشكلة لم يكن يوما ما طرفا فيها سوى انه يفكر أن يعيش خارج نطاق النظم الديكتاتورية , مطبقا تجربة العملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة , فالحذار من الخطر السعودي القادم الذي يهدد كيان الدولة ومؤسساتها الدستورية ويستهدف وجودنا بالصميم , وندعو إلى مزيد من اليقظة والانتباه ورصد كل التحركات المشبوهة من الوهابين والبعثين وأصحاب الفكر التكفيري للإيقاع بهذا الشعب والعودة به إلى المربع الأول , فجميع المشاكل يمكن حلها عن طريق التعايش بين جميع أبناء الوطن سواسية لهم حق العيش بكرامة على أرضه والمشاركة في حكمه وإدارته وان تسعى كل المرجعيات السياسية بمختلف مذاهبها وانتماءاتها إلى نبذ مصالحها الضيقة وتحقيق المصالح العريضة للشعب العراقي ككل متماسك لا فرق بين هذا وذاك وعندها لن نحتاج إلى دول الجوار ومؤتمراتهم واجتماعاتهم , لأننا بتماسكنا ووحدتنا سنقطع الطريق على كل من يحاول أن يوقع الأذى بوطننا أو يعبث بأمننا من خارج البلد أو من داخله إذ ليس من مصلحة أي عراقي أن يبقى العراق ممزقا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك