المقالات

وطن يغرد خارج سرب الاوطان


فاضل الشيخ

جرى نقاش بيني وبين احد الاصدقاء بخصوص الوطن وقد كان متحمساً جداً للوطن ويشعر بانتماء قوي جداً حيث مستوى الانجذاب للوطن كان مرتفعاً عند صديقي الذي اصبح متعصباً عندما ذكرت له ان وطني من اعيش فيه بعزة وكرامة ،ولم ينتبه صديقي او كان ناسياً الى ان للوطن مكونات ومقومات ان لم تتوفر فلا يمكن تسميته بوطن ولم يتذكر الحديث الشريف ( الفقر في الوطن غربة والمال في الغربة وطن) فالفقراء في هذا البلد هم غرباء ولا اتصور ان الغريب يشعر بالانتماء لوطن لايملك فيه شبراً . واخبرته ان الوطن يتكون من مساحة من الارض ويعيش عليها مجموعة من الناس وطبعاً لايمكن لهذه المجموعة من الناس ان تعيش على هذه البقعة من الارض من دون ان يكون هناك نظام او مجموعة قوانين تنظم العلاقة بينهم .فالقوانين في وطني هي نفس القوانين الصدامية لم يتغير منها شيء سنت لتسحق المواطن وتجعله عبداً لمجموعة من الناس لتطبق هذه القوانين (العقوبات منها فقط )على اناس ليس لهم ناصر ولامعين الا خالقهم اما المسؤول فهو خارج نطاق هذه القوانين والارهابي فبامكانه قتل من يشاء من الناس في حال القاء القبض عليه يدفع كمية من الدولارات ويخرج معززاً مكرماً أو يدير عملياته الارهابية داخل السجن(خمسة نجوم) وكأن القوانين لاتشمله .هذا من جانب تطبيق القوانين اما من جانب الخدمات فاينما تلتفت ترى جبالاً من القمامة قد ملئت الشوارع الرئيسة التي تمشي عليها احدث سيارة موديل (الفين وهسة) والى جانبها ستوتة او عربة يجرها حمار ولا اتصور ان هناك لوحة اصدق تعبيراً عن الطبقية في بلدنا ناهيك عن وقوف السيارات طوابيراً في زحمة من السير لمجرد ان هذه من السيارات تمر عبر نقطة تفتيش قد انشغل افرادها باللعب بالهاتف النقال او لمجرد وقوفهم دون تفتيش اي سيارة اما اذا ابدى احد الموطنين استيائه من هذا الازدحام سيرى من افراد السيطرة ماكان يراه في سيطرات حكومة صدام وسيعرض نفسه الى الاهانة وقد تصل الى الضرب في اغلب الاحيان .وفي ختام حديثي مع صديقي الوطني نشرت له صورة من صور البؤس في وطنه فشيخ كبير قد اكل الدهر منه كل جميل ولم تبق لديه قوة كي يعمل ليعيل نفسه قد من الله عليه براتب شبكة الحماية الاجتماعية البالغ خمسين الف دينار شهرياً والى جانبه يتقاضى عضو البرلمان اكثر من ثلاثين مليون دينار شهرياً اي ضعف راتب هذا المسن بـ(600) مرة !!! .والمهتم بالشان العراقي والمراقب له لابد ان تصيبه الدهشة لما يحدث في هذا الوطن بدءً من زحمة السير وانتهاء بصراعات تشكيل الحكومة ولااريد ان اتحدث عن مشكلة تشكيل الحكومة التي اصبحت اصعب طلسماً سياسياً عجز عن فك رموزه اكابر فن السياسة فمنذ سبعة اشهر على انتهاء الانتخابات ولا تزال المشكلة من يتربع على عرش الحكومة ويقضم اكبر لقمة من الكعكة الحكومية ليتخم بها بطنه وبطن اتباعه ؟والحقيقة ان المشكلة في تشكيل الحكومة هوغياب الوطنية والحرص على مصالح هذه الامة في نفوس المتصارعين على الكرسي قد ذكرت لصديقي هذه الصور والمشاهد ليقارن بين وطنه وبين باقي الاوطان فاخبرني ان وطننا يغرد خارج سرب الاوطان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو سرور
2010-10-25
كل ماقاله الاخ الكاتب صحيح ومعقول فالعراق اصبح ملكا للمتكالبين على السلطه همهم ولايهمهم العراق وأهله فاما الازدحامات في الشارع التي تسببهاالسيطرات التي لاخير فيها الاالبؤس الحاصل للمواطن الفقير الذي لاحول له ولاقوه فاما البرلماني الذي انتخبه الشعب بات يتقاضى مايقارب الثلاثين مليون فبات لايشعر بالمواطن الذي لايجد مايسد رمقه من الجوع فالحقيقه ان وطننا وطن يغرد خارج سرب الاوطان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك