المقالات

أعلام الصحافة العراقية

912 20:44:00 2010-10-19

فراس الغضبان الحمداني

مرت الصحافة العراقية في تاريخها الطويل بمتغيرات عديدة وتجاذبات أدت في أحيان كثيرة إلى تردي العمل الصحفي وضعف في أداء النخبة الإعلامية بسبب جملة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية .

منذ عام 1869 وهو التاريخ المفترض لانطلاق مسيرة العمل الصحفي في العراق كانت نقابة الصحفيين ومنتسبوها في شد وجذب مع أنظمة الحكم نتيجة الصراع السائد وتقاطع الرؤى الفكرية والسياسية بين النخبة المثقفة والسلطة المستبدة ولا ننسى صراع الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري الذي تولى رئاسة النقابة لفترة محدودة مع نظام الحكم السائد في حينه من اجل قضايا الشعب .

لقد عمل الصحفيون العراقيون على تكريس مبدأ التضحية من اجل الحقيقة خلال العقود التي مرت من عمر التجربة العراقية .. ولعل السنوات التي تلت عام 2003 ودخول القوات الأمريكية إلى البلاد افرزت شكلا مغايرا للعمل الصحفي لكنه أدى إلى انكفاء نخبة من الصحفيين الذين لم يعبروا الضفة الأخرى والذين لم يواكبوا المرحلة الجديدة والذين عملوا طوال فترة الحكم السابق حين غادر معظمهم إلى خارج البلاد ليعملوا في منظمات دولية ووسائل إعلام عربية وأجنبية وفضلوا البقاء في المهجر على العودة إلى الوطن .. وهناك من اثر الانسحاب المر والبقاء بعيدا عن الأضواء كالصحفي القدير سجاد الغازي الذي بقي معتكفا أو مقيما في سوريا ومعانيا من المرض .

وبرغم ذلك التحدي الكبير إلا إن ظهور نخبة صحفية شابة وتنوع أشكال العمل الصحفي من خلال القنوات الفضائية والصحف والإذاعات ووكالات الإنباء والمواقع الالكترونية التي استوعبت فئات عديدة من الباحثين عن الفرص والذين لم يجدوا مكانهم في العهد السابق .. كان عاملا حاسما في رسم صورة للإعلام العراقي بدت في أول ظهورها مخيبة للآمال وغير واضحة المعالم لكنها سرعان ما تكشفت مع صعود موجة من الأسماء التي ترسخت في الأذهان وانطبعت في الذاكرة الجمعية للرأي العام الصحفي والأوساط المثقفة وربما سرقت الأضواء من الأسماء التقليدية التي لم تستطع مواكبة المتغيرات ومنها ما كان له السبق في أكثر من مضمار .

إن هؤلاء المبدعين الذين أصبحوا النخبة من بين الصحفيين قد استوعبوا في فترة قياسية آليات العمل الصحفي الجاد في مجال تحرير الخبر والإدارة والتحليل وكتابة المقال وانطبق عليهم وصف ( النجوم الشاملة ) الذين يجيدون ويتقنون مهارات العمل الصحفي وما يحيط به ومثلوا ظاهرة في الصحافة العراقية وأسسوا لثقافة معنى الحرية في العمل الصحفي وعدم النكوص والخوف والتراجع .

من الواضح إن هؤلاء الصحفيون يشكلون ظاهرة صحفية في الإعلام العراقي الجديد تستحق الدراسة والتأمل والمتابعة والدعم خاصة وان العراق مقبل على تغيرات كبيرة في مجال العمل الصحفي وحركة الإبداع والثقافة والتأسيس لإعلام حر ومستقل بعيدا عن التحزب والطائفية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك