بقلم..رضا السيد
من الواضح إن الأحداث إذا ما استمرت على ما رُتب له من قبل كتل معينة فان الحكومة القادمة ستكون حكومة ضعيفة لا يمكن لها أن تلبي متطلبات الشارع العراقي الذي يريد أن تكون الحكومة القادمة قوية وممثلة بجميع الكتل والقوائم الفائزة بالانتخابات حتى لا يتم تهميش أو إقصاء مكون على حساب غيره ، فبعد إعلان التحالف الوطني الذي ضم قائمتين مهمتين هما ( ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي ) أصبح هذا التحالف هو الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي ، وبالتالي بات من حق هذا التحالف الترشيح لمنصب رئيس الوزراء وهذا حق دستوري ، ولكن ما حدث جعل المعادلة العراقية ضمن هذا التحالف غير مترابطة وذات معطيات غير واقعية ..! فقد تمكنت الكتلة الصدرية من التحالف مع ائتلاف دولة القانون بعد سنوات من الصراع الدموي وعدم التكافؤ لا بالأفكار ولا بالنظرة المستقبلية ولكن كما يقولون إن السياسة هي فن الممكن ، لكن هذا التحالف لم يكتب له النجاح مئة بالمئة بسبب انسحاب كتلة المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة اللتان أثرتا بشكل مباشر على ثقل التحالف الوطني ، فالمجلس الأعلى في واقع الأمر يعتبر حجر الزاوية في هذا التحالف وكما يقول الشاعر ( لا يصلح الزاد بغير الملح ) فهو ملح الزاد للتحالف الوطني وعليه فان هذا التحالف سوف لن يكتب له النجاح والاستمرارية إذا لم يستطيع أن يضع جميع المكونات تحت خيمته في سبيل الخروج بحكومة شراكة وطنية وهذه الحكومة لابد لها أن تدرك أن مشاركة الجميع هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة .
https://telegram.me/buratha