خير الله علال الموسوي
عندما نكتب عن بعض الرموز المهمة في الناصرية خاصة والعراق عام يظن البعض من اجل التملق او الفائدة الشخصية او لقضاء بعض الحاجات ,انما هو الاشارة لهم فقط والا فهو الشيء فيهم فيهم ولا نمنحهم اياه واذا قلنا ماليس فيهم فقد كذبنا لهم ومن كذب لك كذب عليك وانا لا احب ان اكذب لاحد ولا عليه لاننا نسأل عن كل قول عند الله ولا اعتقد ان من كذبنا من اجله سينفعنا لا بل لاينفع نفسه, فعلى الجميع ان يعرف هذه الحقيقة , ولذلك عندما نكتب عن سماحة الشيخ الناصري نكتب بايمان ودون ان تكون هناك عاطفة او مصلحة من وراء ذلك علما انني لم اقابل الشيخ في حياتي الا مرة واحدة فقط مع اساتذة جامعة ذي قار,اما الدكتور عادل عبد المهدي فقابلته ايضا مرة واحد وكان ذلك في بيته حيث دعانا مع مجموعة من الشيوخ والوجهاء وكان معه سماحة السيد بحر العلوم ,ولم يدع وسائل الاعلام ابدا الا السيد ناصر علال الموسوي وكانت الدعوة من قبل الاستاذ عزيز كاظم علوان واعتقد اذاعة او تلفزيون الاهواركانت مدعوة ولست متاكدا من ذلك. طلب مرافقوا السيد عدم تصوير الطعام واعتقد من باب ان السيد لا يرغب ان يظهر للاعلام على انه يبذخ وللعلم ان ماقدمه لا يختلف عما يقدم في جميع الموائد العراقية في الدعوات المهمة ,ونحن نعرف ان السيد عادل عبد المهدي ينحدر من سلالة علوية طاهرة جمعت بين النسب العلوي الشريف والزعامة السياسية حيث كان والده رحمه الله احد النواب وايضا وزيرا في العهد الملكي فلم يكن طارء على السياسة او الثروة , وكان يرتدي ملابس جدا عادية دون ان يظهر عليه اي علامات التكبر او الاستعلاء ,ولم يجلس لياكل معنا انما بقي واقفا يلف على المدعوين حتى نهاية الوليمة,وكنت اقول في نفسي هذا الطعام الذي قدم للضيوف فقط ام يكون نصيبا منه للمحيطين به من المنطقة او ربما سوف يكون نصيب الناس الاخرين المجاورين لبيته ما تبقى من الضيوف فكنت اراقب هذا الامر بمنتهى الاهتمام والدقة لانه يكشف مدى طبيعة نفس هذا الانسان ,ولقد رايت الاطفال يحملون اطباقا من الطعام لاتختلف عما قدم الينا تماما وليس مما تبقى من الضيوف كما هي العادة ,ولا ادري كيف للناس ان تتهم هذا الرجل بسرقة الاموال وهو الذي يحمل ذلك الارث الكبير من والده واجداده ولذا ارجو ممن يكتب عن اي شخصية ان يكتب بدليل ملموس ولا يلقي التهم جزافا لانه لابد ان يسأل عن ذلك في يوم من الايام خاصة اذا كنا نؤمن بالله واليوم الاخر.
اما الاستاذ عزيز كاظم علوان فلم اقابله في حياتي الا مرتين مرة في هذه الدعوة في بيت السيد عادل عبد المهدي ومرة عندما ذهبت لأسلم عليه عندما سلم المحافظة للاستاذ طالب الحسن ولم اراه غير هاتين المرتين في حياتي وللامانة رايته في كلية التربية القى كلمة عندما جاء الشيخ الاصفي للناصرية فرايته مع عامة الناس لم اصافحه او اتقرب اليه .وفي بيت السيد عادل عبد المهدي رايت الحاج عزيز كاظم علوان يقف بقرب الشاطئ يتكلم مع بعض الاشخاص عندما كان محافظا وكان هناك رجل كبير السن يقف على شرفة الدار فسلم على الاستاذ عزيز من بعيد وكنت اراقب هل الشيخ الكبير ينزل للمحافظ؟ ام المحافظ يتنازل وياتي للشيخ؟, واذا بالمحافظ ياتي للشيخ بخطى سريعة ويصعد الشرفة ويصافح الرجل الكبيروحقيقة لا اعرفه ابدا .
وفي لقائي الثاني مع الاستاذ عزيز كان لقاء مطول جدا تحدث فيه عن جهاده ومسيرة حياته وحبه العجيب للناصرية ,وكانت علاقته مع السيد ناصر علال الموسوي كافية لكشف معدنه الاصيل فلم ار ولم اسمع مسؤولا في الدولة العراقية يحمل ما يحمله الحاج عزيز من صفات كريمة حيث اننا نرى اغلب المسؤولين على الاطلاق دون استثناء يتأثرون بكلام حاشيتهم الا هذا الرجل لم يتأثر الا بما يقف عليه بنفسه حيث نقل لي هو شخصيا : ان السيد ناصر وجه لي سؤال لماذا اعطيتم عفوا عن الصدريين وتداهمون منازلهم وتعتقلونهم في الليل ؟.فاجبته :هل نحن نعتقل الصدريين ؟.قال : نعم بحظي وبختي انتم تعتقلون الصدريين بعد ان اعطيتموهم العفو .فقال لي بعض الاشخاص : ان هذا الرجل مجنون - اي ناصر- لا تأخذ بكلامه , الا انني لم اخذ بكلامه هو وبحثت عن الامر فوجدته فعلا ان هناك اعتقالات بحق الصدريين فاوقفتها ,ثم قربت لي السيد ناصر لاراه هل كما قيل عنه انه مجنون فوجدته انسانا صادق ومحترم لذلك اصبح من المقربين لي لصدقه وشجاعته .وهذا ما لم يمتلكه مسؤول كما اسلفنا ابدا حيث اغلب المسؤولين العوبه بيد الحاشيات توجههم كيفما ارادوا واغلب الحاشيات تسير بالمسؤول الى الهاوية.
هذه اللمسات وان تبدو للبعض لاشيء ولكنها كافية جدا لكشف اخلاق الرجال , من باب (لا تستصغروا الذنوب والاعمال ) وعلى الجميع ان يعرف اننا لسنا تحت رداء احد وان كنا كذلك فلا نرى الا الجهة التي ننتمي اليها بل اننا احرار اينما وجدنا الصدق والخدمة للبلد من المسؤول توجهنا لمدحه وهذا دليل تحررنا , فنحن لسنا مع المصالح ولو كنا كذلك لمدحنا الذين يمثلون السلطة الان كي يغدقوا علينا مما في ايديهم ونكون منعمين ونحن لا نريد اي شيء مما نكتب الا ابراز الحقائق التي لايرغب البعض الاعتراف بها حقدا من عند نفسه ليس الا!.لقد ركبت مع سائق تكسي بسيط جدا وسألته : من انتخبت ؟.-قال : المحافظ السابق .- لماذا انتخبت المحافظ السابق ؟- قال : لانه خدم المحافظة وعمرها تعمير منقطع النظير .فهذه هي الناس وهذه هي الحقائق الناس ,الاحرار مع من خدم ليس كما قال عبد الله بن عمر عندما بايع معاوية وعاتبوه الصحابة: تبايع معاوية ولم تبايع علي ؟ قال :( نحن مع من غلب ) واصبحت مقولته سنة تلقفتها الناس دون شعور!فعلينا انمحص ونعرف الشخصيات من خلال اعمالهم لا اقوالهم فكان صدام بارع في الكلام ولا يملك من الافعال شيء!.اما السيد عادل عبد المهدي وان كان منصبه تشريفي ولكنه خدم البلد خدمة لم يتبجح بها ,فعندما كان وزيرا للمالية ساهم وبشكل كبير في اسقاط الديون العراقية وغيرها من الانجزات اما في الناصرية فكان له الكثير من اللمسات التي تركها ولكن بصمت والاجر على الله ,اما الاستاذ عزيز كاظم علوان فهو ان قابلته فيمثل لك شكله الهدوء والبساطة برمتها واما حركته في العمل فهو كالبركان في ثورانه فلم يترك شيء في المحافظة الا ووضع يده فيه فاصبحت المحافظة بالكامل تحت الاعمار والترميم حتى انك من الصعب تجد لك مسلك بسبب هذه الحركة العمرانية والناس وان قطعت عليها الشوارع ولكنها فرحة جدا لانها لم تذق الاعمار منذ زمن .
انا ارى ان هذين الشخصين هما من مفاخر المدينة ومن اهم الرموز الكريمة التي نفتخر بها وهم ثروة تتجاوز في قيمتها الثروات المادية والامم ترتقي بابنائها الافذاذ ونسأل الله ورسوله ان يمنحان فرصة كي يخدما العراق مثلما خدما الناصرية , وتمنى من البعض ممن عصرتهم الحياة وتركت في اعماق نفسهم الظلام اننا ايضا ذقنا ماذقتم ولكن لن ولم ولا نسمح لانفسنا ان نسقط الاخرين اما السياسيين فأظل اكتب عليهم حتى يخدموا الشعب , وهاتان الشخصيتان خدما ويخدمان الشعب بالامس واليوم وغدا.
https://telegram.me/buratha