المقالات

تناقضات عادل عبد المهدي والمجلس الأعلى


احمد عبد الكريم

ارتكب السيد عبد المهدي خطأ عندما ذهب قبل سنوات مع اخوانه في المجلس الاعلى ليتبنوا رؤية كلفتهم الكثير وهي الدخول في الانتخابات الاولى كتحالف وطني من أجل المحافظة على وحدة الكيان الشيعي وكانوا هم الكتلة الاكبر انذاك فأعطوا من حصصهم للاخوة من غيرالمجلس الاعلى,ودخلنا تحت قبة المجلس الوطني باكثر من 140 مقعد في حين كان للاخرون وأخص منهم حزب الدعوة حضور متواضع مقارنة بالمجلس الاعلى ,وبالمقابل اليوم الوضع معكوس بين المجلس الاعلى ودولة القانون فهل كان هناك رد للجميل أو دعنا نستخدم لغة المصالح فهل ردت مبادرة المجلس الاعلى بمثلها من قبل دولة القانون, أو على الاقل هل كان هناك تبني لرؤية استراتيجية لبناء المستقبل عن طريق تبني موقف موحد من اجل وحدة الشيعة والذي هو شرط لوحدة العراق ,على غرار الذي تم بين حزب الله وحركة امل في لبنان الشقيق فكانوا متوحدين في الموقف والتحرك السياسي بالرغم من كل الاختلافات الموجودة بينهم في كل المجالات ,ولكنهم غلبوا فكرة الشريك على فكرة المنافس ومن ثم دخلوا بأتفاق استراتيجي مع التيار الحر(ميشيل عون).

من أخطاء السيد عبد المهدي مرشح المجلس الاعلى عندما تنازل عن حقه في رئاسة الوزراء لمصلحة مرشح تسوية وهو السيد المالكي وذلك حين تم رفض السيد الجعفري من قبل الكتل الاخرى وما اشبه اليوم بالبارحة وكان هذا التنازل دائما للمصلحة العامة ووحدة الشيعة وبالتالي وحدة العراق .

اخطأ السيد عبد المهدي والمجلس الاعلى حين نعتهم الاخرون بعملاء ايران خلال انتخابات المحافظات من اجل تسقيطهم امام الناخب العراقي ولم يدافعوا عن انفسهم باستخدام نفس الاساليب, وسبب ذلك باعتقادي هو عدم دخولهم هذه اللعبة يكمن في ان ايران حليف وليس معيبا ان نحسب على ايران فالمحسوبية متبادلة ولكن العيب ان نكون ادوات تستخدمها ايران كيفما تريد ووفق رؤيتها الخاصة واجندتها في المنطقة,وايران مثلها مثل سوريا والسعودية والكويت والاردن وتركيا,طبعا مع زيادة أو نقصان حجم التاثير المتبادل واختلافه بالاضافة الى ان هذا التصرف هو مفرق للشمل,هذا الشمل الذي جمع بصعوبة وبتضحيات من جميع الاطراف.

اخطأ عادل عبد المهدي عن المجلس الاعلى حين صرحوا من البداية بعدم مشاركتهم بحكومة لاتكون العراقية جزء منها وهذا الموقف هو استمرار لعلاقة الجانبين ماقبل الانتخابات,تذكرون حين كان الكلام عن القائمة البعثية ورفضها ونعتها بكل الصفات من قبل دولة القانون,ام نسينا لقاء السيد عادل عبد المهدي بمحمد الشيخ راضي ممثلا عن قيادة قطر العراق في بغداد وامام الجميع لمد حبل التواصل مع الجزء الذي حورب من قبل صدام حسين وذلك مباشرة بعد وصوله للحكم سنة 1979 حين قام بتصفيته لاعضاء حزب البعثٍ( المشهورة بفلم وثائقي) بحجة مؤامرة سورية على العراق,حينها ذهبنا للفصل بين الصداميين الذين شاركوا بقتل وتشريد ابناء الشعب العراقي, والبعثيين,أي الذين أجبروا على الانضمام الى حزب البعث مثل كثير من العراقيين,فكان أولى لعادل عبد المهدي ان يبعث موفد من طرفه بطريقة سرية خلال الاسابيع الماضية للقاء قيادات من حزب البعث الجناح المعارض للعملية السياسية اليوم (يونس الاحمد واخرون) وفق ما تناقلته وسائل الاعلام .

أخطأ عبد المهدي و المجلس الاعلى حين ذهبوا للفضاء الوطني ليثبتوا نظريتهم وهي ان الحل يأتي من الداخل وأن العلاقات مع دول الجوار هي مكمل وداعم للعملية السياسية ولايمكن الاستغناء عنها,ولكن هناك فرق بين طرف لديه مشروع وطني ثم يجد له دعم اقليمي ودولي,وبين طرف اخر يطلب الدعم الخارجي ليدخل فيما بعد بالمشروع الوطني,فالحالة الاولى تعبر عن مشاركة القوى الوطنية باتخاذ خارطة طريق متفق عليها ومن ثم نأتي بالدعم الاقليمي,في حين خيار دولة القانون هو فرض واقع حال على الاخرين وعليهم قبوله والتكيف معه, مقابل القبول بشروط الكتل والائتلافات وتوزيع الحصص والمناصب.

كان خطأ من عبد المهدي حين مد جسور علاقات مع جميع الاحزاب والشخصيات في العراق,ومع دول الجوار واخيرا على الساحة الدولية,حيث كان اولى بالمجلس الاعلى وشخصياته القيادية ان يتصرفوا على غرار دولة القانون,أي بأستعلاء وفوقية مع شركائهم ب(التحالف الوطني) واستخدام نفس اسلوب التسقيط والاتهامات للقائمة العراقية والدخول بمواجهة مع الاخوة الكورد مثل تلك التي كانت ستؤدي الى نتائج لايحمد عقباها في خانقين, ام نسينا التفجيرات التي اتهمت بها سوربا,او العلاقات المتشنجة مع السعودية والغير مستقرة مع الكويت ولعل هذا هوالمقصود بشخصية قوية.

كذلك الخطأ الذي أرتكبه من خلال مبادرته بالذهاب الى مجلس النواب لتكون دعوة للجميع ليشاركوا بأجراء المفاوضات ويكون الأختيار والحل من داخل مجلس النواب,بل كان الأفضل له البقاء في بيته ويستلم راتبه ومخصصاته,ثم يلتقي في البيوت الخاصة والغرف المغلقة وتقرر امور العراق من البيوت بدلا من مجلس النواب بدون علم الشعب العراقي.

واخيرا كان الأجدر بهم أن ينصاعوا(لابتزاز) الاشقاء لكي يعيدوا انتخاب المالكي رئيسا لحكومة أخرى فاشلة ويقدموا ورقة بمطاليبهم من مناصب وامتيازات ويكون التساوم من أجل هذه المناصب وليس من أجل برنامج وتفاهمات تخدم هذا الشعب الذي أئتمنهم لخدمته, فضربوا لنا مثلا سيذكر به العراق في كتاب (جينيس) للارقام القياسية لحكومة لم تشكل بعد - فقط لان الكرسي لا نعطيه- فألى متى سيصبر هذا الشعب المظلوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالله علي شرهان
2010-10-17
وأضيف اليك ان السيد عبد المهدي كان قادرا على سحب الثقة من المالكي في اي لحظة من لحظات حكمه الا انه لم يرتضي تنفيذ المشاريع المعادية للعراق في تفكيكه واعادة الحال الى نقطة البداية كذلك كان من حق السيد عبد المهدي رفع دعوى قضائية ضد المالكي والبولاني وقناة العراقية وجريدة الصباح وووووو لقيامهم بتوجيه تهمة باطلة لتشويه السمعة لكن دائما كان هناك ما ينظر اليه السيد ابعد من المصلحة الشخصية وابعد من الترويج للنفس في الانتخابات ونكرانه للذات اهم اسباب تمسكنا به كمرشح رئاسة الوزراء
علي السيلاوي
2010-10-16
بسم الله الرحمن الرحيم انا اقسم .ان الرجل السياسي ..والذي يصلح لحكم العراق .واعتبره ,.السياسي المحكنك هو الاستاذ الدكتور عادل.عبد المهدي .هذا الرجل الذي اعتبره .انا . نذر نفسه لوحد العراق.واقولها ان الشمس لايحجبها. غربال .انك على حق ومع الحق. ودائما طريق الحق موحش لقلة ساليكيه.وفقك الله لحفظ العراق.وحفظك الله للعراق .ذخرا.لامجامله.علما ان. والدي كان من اوائل شهداء حزب الدعوه .
الحاج رياض الزبيدي
2010-10-14
بسم الله الرحمن الرحيم (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) الأخ أحمد كريم أعتقد أنك تتمازح وإلاقولك لايساوي عند المؤمن الملتزم شيء على الإطلاق كيف تريد من قدموا فلذات أكبادهم في سبيل كلمة الحق والطريق المستقيم كيف تريدهم؟ أن يخونوا الآمانة ويفعلوا كما فعل الآخرون لايا أخي ليس هكذا تقاس الأمور أكثر من ثلاثين عام جهاد بالدم والدموع والمال وتريد الإخوان في المجلس يخرجوا من هذه الدنيا حاملين أورار على أوزار إنهم رجال لاتلههم تجارة ولابيع عن ذكر الله عز وجل وهنا لاأريد أن اطعن بالآخر مهما
ابو زهراء النجفي / كندا
2010-10-13
قدقالها من قبل امير المؤمنين عليه السلام مامعاويه بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر وهذه الشيمه اي شيمة الغدر هيه من صفات المناوئين للمجلس الاعلى والسياسه هيه فن الممكن ولكن نحن نقول فن الممكن الشرعي هذا هو الاختلاف بين الاتجاهين وانا لله وانا اليه لراجعون الدنيا دنيا المكر والغدر والفجور وهذا مانراه على ارض العراق وفي كل الارض الى حين وقت الخلاص وبشرى رايات الامل المحمديه باذنه تعالى
ابو باقر
2010-10-13
احمـــــد عبـــــد الكريم كلامك ذهب يا ابن الذهب تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك