بقلم..رضا السيد
إن الحراك السياسي الذي يشهده الشارع العراقي يحتم على الجميع أن يركن إلى لغة العقل والحوار باعتبارها لغة الحكماء الذين يبحثون عن المصلحة العليا لشعبهم ووطنهم أمام المصالح الشخصية المقيتة ، والسياسيون مطالبون ألان أكثر من ذي قبل في إدراك مدى خطورة الموقف في العراق الذي أبرزت أزمة تشكيل الحكومة الكثير من الإرهاصات لدى الكتل السياسية ..! فراحت التجاذبات تأخذ طريقا وعرا ً قد يتسبب في زيادة حجم الأزمة الحكومية . وعليه فان الباحثين عن حلول لهذه الأزمة من خلال ما طرحوه من مشاريع وطنية يمكن من خلالها عبور المستنقع ، ومن هذه المشاريع الوطنية التي طرحت ولازالت تطرح في الساحة السياسية العراقية هو مشروع الطاولة المستديرة التي دعا لها مرارا وتكرارا سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في سبيل جلوس جميع الفرقاء السياسيين حول هذه الطاولة والتباحث حول الآلية الحقيقية والوطنية التي تساهم في حل ما تعقد خلال الفترة الماضية ، فقد شكلت دعوة السيد الحكيم انطلاقة رائعة في العمل على إشراك الجميع حول هذه الطاولة ليعبروا وبكل صراحة عما يريدونه وجها لوجه وبدون رتوش أو تزييف ، كما إن ما دعا له السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان كان بنفس التوجه وفي نفس الإطار حينما دعا السياسيون إلى الجلوس على طاولة واحدة ومناقشة ما آلت إليه الأمور والسعي الحثيث للخروج من عنق الزجاجة وقد لاقت هاتان الدعوتان ترحيبا واسعا من قبل بعض الأطراف كونهما ينمان عن روح وطنية تريد من الجميع المشاركة في صنع القرار العراقي ، فالطاولة المستديرة أو طاولة حل الأزمات كما يجب أن تسمى لا بد لها أن تأخذ طريقها حتى يتم الإسراع بتشكيل الحكومة .
https://telegram.me/buratha