المقالات

ثورة الدم وثورة العلم


حيدر محمد الوائلي

ثار بالدماء الزكية ، لينقذ البشرية من ظلم الحاكم الظالم ولو كان مسلماً ، فالمقياس الله ونهج الرسول الصحيح والعدل والعقل والحكمة لا العناوين والمسميات ، ذاك هو الحسين (ع) الذي لم يرخص الدماء حين عز عليه أن يرى أسم محمد (ص) يستخدمه القوم لتمشية بضاعتهم في سوق المتعة وللتمتع ببهارج السلطة وشهواتها ...لم يبخل بالأولاد والأخوان والأصحاب ، وضحى بنفسه لينقذنا وينبهنا ويوقظنا مما نحن فيه ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود ...وآخر ثار بالعلم والفكر ، لينقذ البشرية من الجهل والتخلف الفكري الذي هو كالحاكم الظالم الذي ثار عليه الامام الحسين (ع) ، وثار على الخزعبلات والخرافات والتدليس والأعراف الواهية ، ومقياسه الله ونهج الرسول الصحيح والعدل والعقل والحكمة لا العناوين والمسميات ، ذاك هو الأمام جعفر الصادق (ع) الذي بذل روحه ثمناً لنشر العلوم وتحصيل المعارف ، وإلا كيف تفسر إماماً أنضم لحوزته التي تُدَّرس مختلف العلوم آلاف الطلاب من شتى البقاع وإذا به يموت شهيداً مسموماً بأمر من الحاكم الظالم السائر على نهج من قتلوا الحسين (ع) ...

ثار الامام الصادق بالعلم والمعرفة والتي هي خيرٌ من العبادة ، فلا خير في عبادة الجهة ، وطلب العم لأنه يعرف أهميته وضرورته فجده النبي محمد (ص) يقول :(طلب العلم فريضة ) و ( اطلب العلم من المهد الى الحد) ...جده علي بن أبي طالب (ع) يقول : ( تفكير ساعة خيرٌ من عبادة سنة ) ومن مأثور القول عن بيت أهل النبي قولهم : (فضل العالم على العابد كفضل القمر على باقي النجوم )

أسس الامام الصادق لمدرسةٍ علميةٍ رصينة وحصينة بعلومها ومعارفها فطلب العلم ونشره ثورة كما بذل الدماء ثورة ...وكلاهما يوجب القتل ، مادام الحاكم جاهلاً ظالماً ...

عليك بالعلم لا تختر عليه بدلاً ..... فالناس موتى وأهل العلمِ أحياءُالذي قتل الحسين هو يزيد الأموي ، وقد كان يعرف من هو الامام الحسين ، ولكن قتله لأنه ظالم تجبر بظلمه ولأنه جاهلٌ أعماهُ جهلهُ ...والذي قتل الصادق بالسم هو أبو جعفر المنصور العباسي ، وقد كان يعرف من هو الامام جعفر الصادق ، ولكن قتله لأنه ظالم تجبر بظلمه ولأنه جاهلٌ أعماهُ جهلهُ ...والعلم نور والجهل ظلام ...والناس أعداءٌ ما جهلوا ...

لم يتوانى ويتخاذل الامام الصادق عن بذل الدماء الزكية لرفعة الأمة ، ولكن وجد من المصلحة أن ينشر علوماً بثها النبي محمد من قبله فتناولها القوم تحريفاً وتزييفاً وتضييعاً ، وكل ذاك لكي يبقوا بالسلطة التي ما دامت لهم ...ومتى دامت السلطة لأحد ... !!

ثار بالقلم ، فقطع دابر القوم وأنار عقولاً لتموت بغيضها عقولاً لم تعرف من الاسلام إلا إسمه ومن القران إلا رسمه ومن الدين إلا أنهم يُسمون أنفسهم خلفاء المسلمين ، ليبطشوا بالمسلمين والأسلام قبل غيره ...

تخرج من مدرسة الامام الصادق العلماء في مختلف العلوم مثل الفقه واللغة والفيزياء والطب وغيرها من حقول المعرفة وصاروا بفضله أساتذة أسسوا مدارس ودرسوا طلاباً ملأووا بعلومهم الدنيا ...ومات بغيضهم الحكام ، بعد أن عاش الصادق حياته ببضع عشراتٍ من السنوات وعاش بعد موته آلاف السنين ، حينما مات الحكام في يومهم الذي ماتوا فيه ...والله يقول :( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ... !!

السلام عليك يا سيدي يا جعفر الصادق يوم ولدت ، ويوم جاهدت بنشر العلم والمعرفة والفضيلة ، ويوم قضيت شهيداً بسم الظالمين ، ويوم تبعث حيا ...

يا مولاي يا جعفر بن محمد الصادق ، إنا توجهنا وإستشفعنا وقدمناك بين يدي حاجاتنا ...يا وجيهاً عند الله ، إشفع لنا عند الله ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك