المقالات

الحكيم ... والتدخلات الخارجية


بقلم : رياض البغدادي

ربما لا نأتي بجديد عندما نقول أن الإرادة الوطنية تحتاج لمؤهلات كثيرة من اجل ترجمتها إلى واقع عملي يجسدها وان كان الكثير يرفع شعارها ، كواحدة من وسائل الجذب والاستحواذ على أصوات الشعب العراقي القريبُ عهدا بالديمقراطية .لكن الجديد في هذه القضية هو تحول الوطنية إلى قميص يتحكم في تصميمه ومقاييس صنعه صوت هنا وأصوات هناك تحاول أن تلوي عنق الحقيقة ، كلما تحرك صاحبهم باتجاه ، شيّعتهُ بالتهليل واستقبلته بالتصفيق كيفما كانت حركته وتوجهاته ، بحيث صار المواطن لا يفقه حقيقة قصدهم وطريقة تفكيرهم ، فكلما سار زعيمهم في طريق ، فهو بالضرورة وطني ، وشريف ، وعفيف ، وقائد وخالد وغيرها من التوصيفات التي مقتها الشعب العراقي ، ولا يعلمون أن ليس للأمة إلا تعريف واحد للوطنية مهما تنوعت ألوانها وأشكالها وأحجامها ومقاساتها عند من يدعيها زورا وبهتانا .العراقي لا يعرف للوطنية ، غير الالتزام الكامل بكل ما يحقق للوطن مصالحه وللأمة إرادتها ... المواطن لا يأنس إلا باللغة التي يفهمها ، وهو لا يريد صوت آخر يعلوا على صوته ، و لا يرى لمصالحه وجود إلا بالقرار والإرادة التي تترجم مطاليبه وإرادته .الأمة تتحسس لكل إرادة خارجية ، ولا يمكن أن يخدعها تزويق الكلام ومفاتن الألوان والصور ... الأمة لا يخدعها من ينادي بنصرة الفقراء وهو يزر أكمامه بالذهب ، ويسير الخيلاء بربطة عنق ، يزينها بالذهب وألاحجار الكريمة ، إمعانا منه بإذلال الناس وإصرارا على خداعهم .الأمة لا ترفض النصائح ، ولا تقابل الصداقات بالعداء ، ولا تعضُ يدا قدمت لها العون ووقفت بجانبها في ظروف العسر والحاجة ، ولكنها في نفس الوقت ، لا تُقبٍل الأيادي ، بل تشكرها وتصافحها وترد لها ما تفضلت به بمثله أو بأحسن منه .الأمة تقدر المواقف الشجاعة ولا تتنكر لصداقاتها عندما تقف عند حدود الاحترام المتبادل وعدم فرض الارادات والرؤى التي تتعارض مع الرؤى والإرادة الوطنية .اليوم ونحن ننظر إلى عراقنا الحبيب تتلاعب به المواقف الركيكة التي لا تصمد أمام الضغوطات والارادات الخارجية ، فيعترف من دون حياء ، من كنا نحسبه صلبا ، انه مهزوم ولا يستطيع أن يؤمِن للناس حقوقها ولا يحفظ لها كرامتها ، شتان بينه وبين من يحول ارادات القوى العظمي لخدمة وطنه وأبناء شعبه ، ولا يمكن للعراقي أن ينسى المواقف الشجاعة التي حفظت له كرامته وقراره على مر العصور ونوائب الدهور .كلنا يتذكر الوقفة الشجاعة التي وقفها عزيز العراق أمام أعظم قوة تتحكم بمصير العالم ، ولا تستطيع كبريات الدول أن تعارضها فضلا عن فرض إرادتها عليها , لقد فرض السيد عبد العزيز الحكيم على أمريكا أن تضم حزب الدعوة الإسلامية إلى مجموع القوى العراقية المعارضة التي اسند إليها تأسيس مجلس الحكم إبان حكومة بريمر ، عندما أرادت الولايات المتحدة استبعاد الدعوة على اثر وقوفها ضد إسقاط النظام حينما رفعت شعار ( لا لأمريكا ... لا لصدام ) .قاصر من يدعي تحرر الشعب العراقي بالاحتلال الأمريكي ، وان كان النظام قد سقط به ، ولكن الوقفة الصلبة التي وقفها جنود المرجعية ، هي التي حققت للأمة حريتها وفرضت على المحتل الإرادة الوطنية الشجاعة .كلنا يتذكر شموخ شهيد المحراب عندما أعلن أن لا إرادة فوق إرادة الشعب العراقي ولا صوت يعلو صوته .وها نحن نرى بأم أعيننا كيف تتجسد هذه المبادئ بالموقف الذي اتخذه السيد عمار الحكيم حيث أعلن وبملأ الفم ، بأننا لن نخذل الأمة ولن نسمح بعد الآن بفرض الارادات الخارجية مهما كان مصدرها , ليرسخ بذلك أسس مواجهة التدخلات الخارجية في الشأن العراقي .هذه هي أخلاق الفرسان وأفعالها ، وهو ديدنهم عبر عصور التأريخ ، فلا تجد في مواقفهم ذلا ولا خداعا ولا إدبارا ولا نفاق ، لذلك ، تعمى العيون أن ترى لهم طلب نصر بجور أو خداع لفوز .اليوم ونحن نرى تقلب الوجوه ، وتبدل المواقف ، وافول العفة بالكلام والفعل ، نرى رجالا يشرقون حيثما شرقت بهم القصاع ، ويغربون حيثما غربت بهم القلاع ، يحسبون أنهم مخادعونا وما يخدعون الا أنفسهم وما يشعرون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك