المقالات

عقلية المحاصصة وعقلية الشراكة


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

الحقيقية التي ينبغي ان تعرفها جميع مكونات الشعب العراقي ان هذا الوطن الذي نحيا فيه هو مسؤولية الجميع قبل ان نقول انه حصة الجميع باعتبار ان من يفكر بعقلية الحصص قبل التفكير بالمسؤولية اتجاه العراق فانه بالتأكيد سيكون قد ارتضى لنفسه التنصل من المساهمة في بناء بلده.ان ما نشاهده اليوم من شن حرب ابادة اتجاه احد اهم مكونات الشعب العراقي من اتباع اهل البيت وباقي المكونات الاخرى التي قبلت بالعملية السياسية ودخلت بها يعد ارهاباً يفوق أي درجة من درجات التصور البشري.

ان سياسات القتل والتدمير للمقدسات ودور العبادة التي كان من اشدها وقعاً تدمير مرقد الامامين العسكريين في سامراء وتهديم للبنى التحتية والتعدي على الخدمات العامة كالماء والكهرباء والنفط والذي يقوم به التكفيريون واتباع النظام السابق والمخربون يندرج تحت عنوان الحقد البعثي التكفيري الاعمى ضد كل ما هو منجز وطني وتجربة دستورية حرة.

ان من ينتقد ويحارب المحاصصة الجارية الآن عليه ان يقبل بنظام الاقاليم فهو الكفيل بالقضاء على ما يصطلح عليه بالمحاصصة وان من يحرص على تحقيق التوازن في ادارة الدولة عليه ان يقبل بارادة الشعب العراقي لان ذلك سيؤدي الى تحقيق اعلى درجات الموازنة وان من يطالب بالعدالة في توزيع الثروات على كل العراقيين عليه ان يقبل بنظام الاقاليم باعتباره بات يمثل حاجة عراقية وطنية ملحة مثلما ان هذا النظام سيكون الضامن الحقيقي لوحدة العراق ارضاً وشعباً.

نحن عندما نسيق مثل هذا الكلام فاننا مؤمنون به لاننا ندرك طبيعة الاوضاع السياسية والتحولات الكبرى التي حدثت في العراق بعد سقوط النظام الصدامي، وان من يحاول اعادة العراق الى العهود السابقة هو الذي يحاول تقسيم العراق وتدميره ورميه في احضان القوى الاجنبية وهؤلاء معروفون تماماً اذ تشير الوقائع جميعها الى ان ما يجري في العراق من محاولات تدمير وتمزيق انما يقف ورائها اولئك الذين حكموا بلادنا طيلة خمسة وثلاثين عاماً بعد ان شعروا ان الغنيمة التي احتكروها طيلة تلك الفترة ضاعت من ايديهم فجأة، وهم انما يقتلون العراقيين اليوم انتقاماً لخسارة مغانمهم وليس من اجل استقلال العراق او مقاومة القوات الاجنبية، انهم ينتقمون من العراقيين الذين باتوا يتمتعون بحريتهم ويعبرون عن ارادتهم واقرّوا معادلة جديدة للحكم بدلاً عن المعادلة السابقة التي حكم بها العراق وهي معادلة حكم اقلية ديكتاتورية تعتمد على سياسة الاضطهاد القومي والطائفي لذلك يجب علينا جميعاً حكومة وبرلماناً وشعباً ان نواجه هذه المجاميع الارهابية بمختلف الوسائل ومنها سلب الشرعية عنهم والتي يعتقد بها بعض من لا يفقه ادب المقاومة، ووثيقة مؤتمر مكة المكرمة التي تبنته منظمة المؤتمر الاسلامي يأتي في هذا السياق، ومن المفروض ان لا تبقى بعد اليوم شرعية لأولئك المجرمون باعتبار ان اعمالهم حُرّمت من جميع مذاهب المسلمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك