المقالات

النية من اختصاص الله ومناقشة قاعدة الاحسان الفقهية


قلم : سامي جواد كاظم

انما الاعمال بالنيات حديث كثيرا ما نردده عندما تلتبس علينا اعمال الغير بين الحسنة والسيئة ، وهذه الحالة عندما تكون الظروف طبيعة والمجتمع يعيش حالة من الخير والمحبة ولكن عندما تختلف اخلاقيات المجتمع ويصبح الباطل اكثر من الحق هنا ياتي صدق المقولة سوء الظن في زمن يكثر فيه الباطل يعد من حسن الفطن .ونظرة سطحية وعابرة لحياتنا لنقيّمها هل نعيش المحبة والخير ام كثرة الباطل والحرام ؟ لا اعتقد ان هنالك من سيجيب ان الخير والمحبة هي الطاغية بل العكس ويؤسفنا هذا جدا لانه واقع واذا ما اردنا تغييره فلابد من الاعتراف به ومن ثم البدء بخطوات مستمدة من الدين الاسلامي لتغييره .النية هذا المصطلح الذي يعني مافي مكنون قلب الانسان في قصده عن عمله اتجاه غيره ، وهذا المكنون لا تقره القوانين الوضعية لان عليها الظاهر اما الباطن فمن المؤكد هو من اختصاص الله عز وجل وفي هذه الحالة نجد ان هنالك كثير من الحالات التي وقع صاحب النية الصادقة في مازق نتيجة قصده القيام بعمل حسن للغير فينقلب الى عمل سيء يلام عليه بل حتى يتعرض للعقوبة ، خذوا مثلا هذا القانون الذي يعاقب من يرى مصاب او مصدوم بسيارة وينقله الى المستشفى لانقاذ روحه ، اقول نعم يعاقب وليس الاستفسار منه عن ظروف الاصابة بل ان الطامة الكبرى لو المريض فقد الوعي او مات في المستشفى فعندها يحاكم فاعل الخير وقد تصل الى فصل عشائري،وقد وصلت، وشواهدنا كثيرة من الواقع العراقي .يقابل هذا قاعدة فقهية يعتمدها الفقهاء في تشريعاتهم وهي قاعدة ما على المحسنين من سبيل وجاءت هذه القاعدة من اية كريمة في القران الكريم ، وقد ضرب عدة امثال على هذه القاعدة منها ان فاعل الخير او المحسن غير ضامن لتلف البضاعة التي قصد حفظها ، ولو قال صاحب البضاعة انا لم اطلب منك نقل بضاعتي او المحافظة عليها لانني ادري بما يحدث فعندها طبقا للقاعدة الفقهية فان الحق مع فاعل الخير ، السؤال المهم هنا من اين لنا نعلم ان فاعل الخير هذا كان بحسن نية ؟ هل اليمين لوحده ام البينة معه تثبت ذلك ؟ ولو عدنا الى اصل الاية التي جاءت منها القاعدة فان الآية وردت في مورد قعود العاجزين عن الجهاد لفقرهم وعدم تمكنهم من تحصيل الزاد والراحلة للسفر مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك، حتى ان بعضهم لم يجدوا نعلا، فسألوا النبي صلى الله عليه وآله ان يحملهم على الخفاف المدبوغة والنعال المخصوفة فقال صلى الله عليه وآله: (لا أجد ما أحملكم عليه، فتولوا وهم يبكون، وهم ثلاثة إخوة: معقل، وسويد، والنعمان بنو مقرن، فأنزل الله تعالى في حقهم: (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم) . فظاهر الآية بناء على هذا نفى السبيل، أي: العقاب الاخروي، والعتاب من المجاهدين عليهم لتخلفهم عن الجهاد عن هؤلاء المتخلفين العاجزين.المحسن هو من قصد فعل الواجب ولم يستطع كما في الاية الكريمة واعتبر محسن لعدم توفر مؤهلات القيام الواجب مع الرغبة في النفس والنية الصادقة على تنفيذ الواجب . هذا الاشكال لا يمكن معالجته في ظل ظروفنا لانه علينا بالظاهر والملموس واما القصد والنية فلا يمكن لنا معرفتها وقد نقع في اشكالات كثيرة في هذا المجال فهنالك حروب وقرارات سياسية غيرت مجتمعات وهلكت بشرية واظهرت حالات يقول فاعيلها انهم فعلوها بحسن نية .احد الامثلة التي استشهد بها الفقهاء على قاعدة الاحسان لو قام احد الاشخاص بنقل كتاب لشخص معين من مكانه باعتقاده بانه سيبتل بالماء الى مكان اخر للمحافظة عليه وشاءت الصدفة ان احترق ذلك المكان الذي وضع فيه الكتاب فعندها فاعل الخير هذا غير ضامن ونقول لو كان في هذا الكتاب وثائق واوراق تهم صاحب الكتاب ومصيرية وتكون قد تلفت مع الكتاب ماذا سيفعل بحسن نية فاعل الخير ؟رجل دين راى جمهرة من الناس امام جامع فتدخل ليرى السبب فاذا بطفلة سباعية مفقودة ومن خلال التحدث معها عرف الرجل مكان عمل ابيها وقام بالاتصال بذلك العنوان وعرف رقم هاتف ابيها فاتصل به وقام بتسليم ابنته له فاذا بوالد الفتاة قد اقام دعوى قضائية ضد رجل الدين مطالبا بالفحص الطبي للبنت وتوقيف الرجل بتهمة الاختطاف يرافقها سبب مطالبته بالفحص الطبي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك