المقالات

النية من اختصاص الله ومناقشة قاعدة الاحسان الفقهية

938 14:01:00 2010-09-08

قلم : سامي جواد كاظم

انما الاعمال بالنيات حديث كثيرا ما نردده عندما تلتبس علينا اعمال الغير بين الحسنة والسيئة ، وهذه الحالة عندما تكون الظروف طبيعة والمجتمع يعيش حالة من الخير والمحبة ولكن عندما تختلف اخلاقيات المجتمع ويصبح الباطل اكثر من الحق هنا ياتي صدق المقولة سوء الظن في زمن يكثر فيه الباطل يعد من حسن الفطن .ونظرة سطحية وعابرة لحياتنا لنقيّمها هل نعيش المحبة والخير ام كثرة الباطل والحرام ؟ لا اعتقد ان هنالك من سيجيب ان الخير والمحبة هي الطاغية بل العكس ويؤسفنا هذا جدا لانه واقع واذا ما اردنا تغييره فلابد من الاعتراف به ومن ثم البدء بخطوات مستمدة من الدين الاسلامي لتغييره .النية هذا المصطلح الذي يعني مافي مكنون قلب الانسان في قصده عن عمله اتجاه غيره ، وهذا المكنون لا تقره القوانين الوضعية لان عليها الظاهر اما الباطن فمن المؤكد هو من اختصاص الله عز وجل وفي هذه الحالة نجد ان هنالك كثير من الحالات التي وقع صاحب النية الصادقة في مازق نتيجة قصده القيام بعمل حسن للغير فينقلب الى عمل سيء يلام عليه بل حتى يتعرض للعقوبة ، خذوا مثلا هذا القانون الذي يعاقب من يرى مصاب او مصدوم بسيارة وينقله الى المستشفى لانقاذ روحه ، اقول نعم يعاقب وليس الاستفسار منه عن ظروف الاصابة بل ان الطامة الكبرى لو المريض فقد الوعي او مات في المستشفى فعندها يحاكم فاعل الخير وقد تصل الى فصل عشائري،وقد وصلت، وشواهدنا كثيرة من الواقع العراقي .يقابل هذا قاعدة فقهية يعتمدها الفقهاء في تشريعاتهم وهي قاعدة ما على المحسنين من سبيل وجاءت هذه القاعدة من اية كريمة في القران الكريم ، وقد ضرب عدة امثال على هذه القاعدة منها ان فاعل الخير او المحسن غير ضامن لتلف البضاعة التي قصد حفظها ، ولو قال صاحب البضاعة انا لم اطلب منك نقل بضاعتي او المحافظة عليها لانني ادري بما يحدث فعندها طبقا للقاعدة الفقهية فان الحق مع فاعل الخير ، السؤال المهم هنا من اين لنا نعلم ان فاعل الخير هذا كان بحسن نية ؟ هل اليمين لوحده ام البينة معه تثبت ذلك ؟ ولو عدنا الى اصل الاية التي جاءت منها القاعدة فان الآية وردت في مورد قعود العاجزين عن الجهاد لفقرهم وعدم تمكنهم من تحصيل الزاد والراحلة للسفر مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك، حتى ان بعضهم لم يجدوا نعلا، فسألوا النبي صلى الله عليه وآله ان يحملهم على الخفاف المدبوغة والنعال المخصوفة فقال صلى الله عليه وآله: (لا أجد ما أحملكم عليه، فتولوا وهم يبكون، وهم ثلاثة إخوة: معقل، وسويد، والنعمان بنو مقرن، فأنزل الله تعالى في حقهم: (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم) . فظاهر الآية بناء على هذا نفى السبيل، أي: العقاب الاخروي، والعتاب من المجاهدين عليهم لتخلفهم عن الجهاد عن هؤلاء المتخلفين العاجزين.المحسن هو من قصد فعل الواجب ولم يستطع كما في الاية الكريمة واعتبر محسن لعدم توفر مؤهلات القيام الواجب مع الرغبة في النفس والنية الصادقة على تنفيذ الواجب . هذا الاشكال لا يمكن معالجته في ظل ظروفنا لانه علينا بالظاهر والملموس واما القصد والنية فلا يمكن لنا معرفتها وقد نقع في اشكالات كثيرة في هذا المجال فهنالك حروب وقرارات سياسية غيرت مجتمعات وهلكت بشرية واظهرت حالات يقول فاعيلها انهم فعلوها بحسن نية .احد الامثلة التي استشهد بها الفقهاء على قاعدة الاحسان لو قام احد الاشخاص بنقل كتاب لشخص معين من مكانه باعتقاده بانه سيبتل بالماء الى مكان اخر للمحافظة عليه وشاءت الصدفة ان احترق ذلك المكان الذي وضع فيه الكتاب فعندها فاعل الخير هذا غير ضامن ونقول لو كان في هذا الكتاب وثائق واوراق تهم صاحب الكتاب ومصيرية وتكون قد تلفت مع الكتاب ماذا سيفعل بحسن نية فاعل الخير ؟رجل دين راى جمهرة من الناس امام جامع فتدخل ليرى السبب فاذا بطفلة سباعية مفقودة ومن خلال التحدث معها عرف الرجل مكان عمل ابيها وقام بالاتصال بذلك العنوان وعرف رقم هاتف ابيها فاتصل به وقام بتسليم ابنته له فاذا بوالد الفتاة قد اقام دعوى قضائية ضد رجل الدين مطالبا بالفحص الطبي للبنت وتوقيف الرجل بتهمة الاختطاف يرافقها سبب مطالبته بالفحص الطبي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك