د.عصام التميمي
إن الجامعات وأساتذتها هي إحدى الواجهات التي تفاخر بها المجتمعات المتحضرة الامم الاخرى، اما في جامعاتنا ومعاهدنا ونتيجة لارث الماضي القريب فقد ورثنا اساتذه من حملة البكلوريوس والماجستير هم كانوا وما زالوا سببا" للتخلف عن ركب الحضارة والتقدم, هم اناس غير مؤهلين علميا الى الدرجه التي سببت انحدار خطير في التعليم في العراق اثناء فترة التسعينيات ولحد الان والذي قاد ان يصل اناس غير مؤهلين الى مواقع حساسه وقياديه في التعليم. هناك العديد من الأدوار التي يقوم بها التدريسي الجامعي بصفته عضوا" فاعلا" في المجتمع وكما وصفه قانون الخدمه الجامعيه رقم 23 لسنه 2008 فهو مدرس، وباحث، ومشرف، ومربي ومرشد ، ومقييم وممتحن واداري. وسنركز هنا على دور الاستاذ الجامعي كباحث. لابد من التنويه أولاً إلى أن البحث العلمي هو شرط أساسي كي يصبح التدريسي أستاذا جامعيا, ومن دونه يبقى عضو هيئة التدريس مدرساً فقط ولا يستقيم وصفه بأنه أستاذ جامعي , ومن هنا فإن على الجامعات أن تحرص على مراقبة أداء عضو هيئة التدريس في مجال الدراسات والأبحاث وأن توفر له الظروف الموضوعية اللازمة للقيام بالبحث العلمي والإنتاج المعرفي. وفي هذا السياق على الجامعات دعم مشاريع البحث العلمي التي يتقدم بها أعضاء الهيئة التدريسية وإزالة العوائق الإدارية والبيروقراطية أمام تنفيذها كما على الجامعات مكافأة الأساتذة المتميزين في أبحاثهم سواء بعدد هذه الأبحاث أو مستواها أو نوعها. وتستطيع الجامعات أن ترقى بمستوى دور عضو هيئة التدريس في إجراء الأبحاث من خلال: 1-تشجيع أعضاء هيئة التدريس داخل القسم على أجراء بحوث علمية مشتركة بين أستاذين أو أكثر, مما يشجع على التعاون بين أعضاء القسم والاقسام الاخرى, ويفيد في توظيف التداخل بين جميع التخصصات في خدمة بعضها بعضاً, فتمتزج في البحث خبرات متنوعة ووجهات نظر كثيره, مما ينتج بحثاً مميزاً. وليس كما يحصل الان بأن يضيف العميد او فلان او علان اسمه الى البحث دون ان يساهم فيه وابعد من ذلك يشترط اضافة اسمه الى البحث وفي حالة عدم اضافة الاسم يختلق الكثير من المشاكل للباحث. 2. تشجيع العمداء ومعاوني العمداء ورؤساء الاقسام على إجراء البحوث, وأن الانشغال بالاعمال الاداريه ليس عذرا. الصمت او الانزواء احيانا يستر على الانسان وخاصة من لاخبرة له في العمل البحثي والوظيفي والاداري , وليس مطلوبا منك ان تكشف عن جهلك بالامور وتقوم بالالاعيب من اجل شئ غير قادر عليه , نحن ناسف كيف تدار الامور وهناك من يستخف بالعقول وهي لاتملك من الخبرة سوى السطو على جهود الاخرين, سرقة الجهود العلميه للباحثين الاخرين وبعض الاحيان تواطئ الاخرين معهم او فعل ذلك من اجل غايات خاصه لتحقيق مصلحه مقابل اعطاء بحث. 3. أن تتبنى الجامعات نشر الأبحاث التي ينشرها أعضاء هيئة التدريس في مجلات مغموره على الموقع الالكتروني ليتسنى للجميع الاطلاع عليها. وذلك تطبيقا لمبدأ الشفافيه في العمل والعمل البحثي خاصه لان العلنيه هي اهم شروط البحث العلمي باعتبار ان البحث اصبح ملكا عاما للناس.4. ان تتبنى الجامعات دفع تكاليف نشر البحوث في المجلات العالميه والعربيه والمحليه.5. أن تعمل الجامعات على توفير ما يلزم للباحثين من اجهزه مختبريه و حواسيب ومصادر ومراجع ودوريات واماكن للجلوس لادارة بحوثهم وتوثيقها وانجازها ومتابعتها.6. أن تقيم الكليه او المعهد معرض دائم لبحوث الهيئة التدريسيه يضاف إليها باستمرار ما يصدر من بحوث جديدة. 7. أن يتم اشراك تدريسيي الكليات والمعاهد في دورات اصول البحث العلمي .8. أن تعقد الوحده العلميه في الكليه او المعهد ندوات لمناقشة ما ينشر من بحوث لأعضاء هيئة التدريس.9. أن تحث المعاهد التدريسين على حضور المؤتمرات العلمية.10. أن يقوم عضو هيئة التدريس قبل كل ترقية إلى مرتبة أكاديمية أعلى بعقد ندوة لأساتذة قسمه وطلبته يعرض فيها أعماله التي يستحق عليها الترقية.11. ان من يحملون لقب مدرس مساعد من حملة شهادة البكالوريوس في هيئة التعليم التقني هم عبء كبير على العملية التعليميه وعلى حركة البحث العلمي اذ انهم ويا للاسف لا يستطيعوا ان يكتبوا بحثا او حتى تقريرا وحتى عندما يشرفون على البحوث الطلابيه تكون بحوث الطلاب عباره عن نسخ مباشر من مواقع الانترنيت ولا ترقى حتى الى تقارير بائسه.12. أن تتم الترقيات ضمن الاستحقاقات العلميه بما يضمن العداله والقانون وان لا تكون وسيله لغبن المستحقين وسلب حقهم وعرقله الوصول للحق من اجل تحقيق مصالح او مأرب شخصيه للمعرقلين . وقد قامت هيئة التعليم التقني / لجنة الترقيات العلميه منذ وقت مبكر وبموجب كتابها ذي العدد 7/2/6818 في 8/11/2003 بأيقاف الترقيه العلميه لمن يحملون لقب مدرس مساعد من حملة شهادة البكالوريوس اي اعفاءهم من اجراء وتقديم البحوث العلميه فكان ذلك وبالا" على حركة البحث العلمي في المعاهد وانعكس سلبا على الاخرين وسبب عزوفا عن البحث فاذا كان هذا المدرس المساعد الذي يحمل لقب علمي غير مطالب بأجراء البحوث فلماذا اطالب انا بذلك. واذا كان المدرس المساعد لم يترقى ولم يكتب بحثا منذ ثلاثين سنه وهو موجود ويمارس عمله بكل جرأه فلماذا ارهق نفسي بكتابة بحث. وفي النهايه سيتقاضى المدرس المساعد من حملة شهادة البكالوريوس ما يتقاضاه البروفسور من حملة الدكتوراه مع فروقات نسبيه لا ترقى الى حجم الفارق بينهما, والمعيار الوحيد للمفاضله بينهم هو مدة الخدمه مما يعني غبنا كبيرا, ولابد من وضع معالجه قانونيه لموضوع المدرسيين المساعدين من حملة شهادة البكالوريوس اللذين يتم معالجة وضعهم بطريقه غير قانونيه.
https://telegram.me/buratha