المقالات

مع سبق الاصرار امريكا تفقد مصداقيتها


( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

كيف يمكن لنا ان نصدق بعد الجرائم المروعة التي يرتكبها الارهابيون من التكفيريين والمتحالفين معهم من العفالقة الصداميين يومياً في العاصمة بغداد وفي بعض المحافظات الاخرى تحت سمع وبصر القوات المتعددة الجنسيات وخاصة القوات الامريكية التي ادعت ولا زالت تدعي ان بقاء قواتها في العراق هو لحماية ارواح المواطنين ولغاية بناء القوات العسكرية العراقية القادرة على مسك الملف الامني والسيطرة على الوضع الامني المتازم.

العراقيون وامام هذا الادعاء ورغم شعورهم بالمراراة بان بلدهم محتل من قبل قوات اجنبية كانوا ينظؤون اليها بانها (صديقة) الامر الذي جعل العديد من الكتل السياسية الوطنية ان يعتمد المقاومة السياسية بدلا عن حمل السلاح لمحاربة المحتل وهذا للاسف ما جعل الامريكان يطمئنون بان تواجدهم في العراق رحب به (بعض الشيء) مما جعلهم يتهاونون في التصدي للارهابيين بشكل قوي اذ فاقم ذلك من اتساع دائرة الارهاب الوحشي طوال الفترة السابقة وخاصة في شهر رمضان المبارك.

كيف يمكن لنا ان نصدق ان اكثر من 150 الف عسكري مدججين باحدث الاسلحة المتطورة تدعمها قوة عسكرية عراقية (مغلوب على امرها) مغلولة اليدين ولا تملك أي نوع من السلاح والعتاد والاجهزة الحديثة قد عجزت عن تطهير العراق من هذه الزمر الضالة على مدى اكثر من ثلاث سنوات مرت على تواجدها بعد سقوط صنم بغداد الا اذا كان وراء الاكمة ما ورائها او ربما هذه الزمر تملك اجهزة وتقنيات اكثر تطوراً من السلاح الامريكي وهذا ما لا يصدقه عاقل او ان اعدادهم - الارهابيون- يفوقون عدد القوات متعددة الجنسيات مضاف اليها قوات عسكرية عراقية ناشئة اعطت عشرات الآلاف من الشهداء وهم يواجهون الارهاب بسلاحهم وآلياتهم البسيطة.

الامريكان يدعون ان التساهل في معالجة الوضع الامني المتردي هو لفسح المجال امام امكانية اقناع بعض المجاميع لالقاء السلاح والدخول في العملية السياسية وهذا رأي صائب اذا ما كانت النوايا حسنة او انه بالفعل هناك من يفكر بمصلحة العراق لكن الذي يحدث هو العكس تماماً فكل يوم تعثر القوات العسكرية العراقية على اكثر من خمسين جثة لمغدورين ابرياء ناهيكعن العبوات الناسفة والمفخخات والانتحاريين وهم يزرعون الموت في الاحياء المدنية والاسواق ودور العبادة وغيرها من المرافق فهل يعقل ان يحاصر الارهابيون والصداميون قضاء لا يبعد عن بغداد اكثر من خمسين (كلم) -قضاء بلد- ويغلقون كل المنافذ المؤدية لهذا القضاء لغرض تجويعهم وارهابهم وقصفهم بالهازنات والصواريخ يومياً دون ان تحرك هذه القوات ساكناً خاصة وانهم مسؤولون وبقرارا من مجلس الامن الدولي عن توفير الامن للعراقيين وحماية ارواح المواطنين.بالامس فقدت القوات الامريكية مترجما من قواتها في منطقة الكرادة فراحت منجزراتها وعجلاتها العسكرية بتطويق المنطقة بالكامل وعزلها تماما للعثور على هذا المترجم لكنهم في الوقت ذاته لا يعبهون بسقوط ستين مواطنا بريئا من منطقة واحدة في قلب العاصمة بغداد (الوشاش) قتلوا على ايدي الارهابيين وتم تهجير عوائلهم قسرا من المنطقة.

العراقيون وخاصة الاغلبية الساحقة يرون ان الامريكان بداوا يفقدون مصداقيتهم في اصرارهم على بقاء الملف الامني بايديهم وهذا ما حذر منه القادة السياسيون العراقيون طيلة السنوات الثلاثة الماضية لذلك لابد للادارة الامريكية ان تلجأ الى حلول سريعة وعاجلة لمعالجة الوضع الامني ورفدها بأحدث الاسلحة والاجهزة المتطورة او تغيير القادة العسكريين والسياسيين في السلك الدبلوماسي الذين لم يستطيعوا ان يحتووا هذه الجرائم ومعالجتها والا سيبقى الشعب العراقي ينزف دما يوميا وعندها لايمكن الصبر والسكوت على هكذا وضع اضر بالعراق والعراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك