المقالات

حشر الهوية المذهبية في أزمة تشكيل الحكومة

691 11:49:00 2010-08-29

عماد الاخرس

لازالت أزمة تشكيل الحكومة تراوح في مكانها رغم مرور ما يقارب الستة شهور على انتخابات آذار و الخلافات بين القوى السياسية في مد وجزر.. أما تصريحات قادتها فهي بأشكال مختلفة مثل ألوان قوس وقزح وأخطرها تبادل الاتهامات بطائفية التحالفات والقوائم .لقد أفرزت هذه الأزمة ظاهرة حشر الهوية المذهبية فيها بين الحين والآخر بقصد كسب عطف مواطني طائفة ما من خلال خداعها بتصوير الصراع السياسي في الساحة العراقية بأنه مذهبي لا وطني وهى تتحمل مسؤولية الدفاع عنها.ومن المؤسف بان هذه الظاهرة تبرز عندما تتعرض إحدى القوى السياسية المتصارعة لأزمة وتشعر بضعف موقفها في حلبة الصراع دون مراعاة مدى تأثير ذلك على الوحدة الوطنية.وما اعنيه بالهوية المذهبية في عنوان المقال هي السنة والشيعة تحديداً و لكي لا يساء فهمي أقولها من البداية احترامي الكبير للدين الإسلامي وقدسية هذين المصطلحين فيه واعتذاري لرجال دينه الكرام الأفاضل موضحا لهم بان غاية المقال هي رفض إباحية استخدام هذين المصطلحين وفي غير مواقعهما. إن مصطلحات الهوية المذهبية أصبحت أكثر انتشارا مع بدأ الاحتلال الأميركي المعروف بنواياه .. حيث تم استخدام تعبير المثلث السني لتحديد المناطق الغير مستقره.. ثم تبعها البدء العلني بإلحاقها بأسماء الأحزاب و المناطق والشوارع ومثال ذلك التوافق السنية أو الائتلاف الشيعي.. المناطق الشيعية أو السنية..الميليشيات السنية أو الشيعية..الموقع الشيعي أو السني.. الخ .. أما الخلط بين المذهبين فهو معيار السخونة ودليل ذلك تسمية المحافظات التي يتعايش بها أهلنا الشيعة وأهلنا السنة جنبا إلى جنب منذ قرون بالساخنة!!!أما اليوم فيمر العراق بمرحلة إنهاء الاحتلال وخروج القوات الأميركية حسب الاتفاقية الأمنية لذا يجب انتباه الجميع ومنهم الساسة ورجال الدين والمواطن العادي بضرورة التركيز على لم الشمل والحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم السماح لأي احد باللعب على ورقه الهوية المذهبية.وعلى القوى السياسية عدم اللجوء إلى حشر الهوية المذهبية في أزمات تشكيل الحكومة لأن العراقيين لا يرغبون مطلقا بالانتقال من الشمولية في العهد البائد إلى الطائفية في العهد الجديد فكلاهما يعيش على إقصاء وإلغاء الآخر.لقد أصبح الجميع على يقين بان القوى التي تعمد إلى هذا الأسلوب غايتها غير وطنيه مطلقا وهى تلجأ إليه من اجل تحقيق مكاسب حزبيه أو شخصيه. وعلى البرلمان العراقي الجديد إصدار ضوابط قانونيه تضع حداً لحشر الهوية المذهبية في أي صراع يتعلق ببناء الدولة العراقية لآن حصيلة ذلك هدم العملية السياسية الديمقراطية. أما المرجعيات الدينية فتقع عليها مسؤولية توعية وتثقيف الناس بخطورة الاستخدام الغير صحيح للهويه المذهبية وتحذير من يلجأ لها عند المحن فقط وخصوصا الساسة!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك