المقالات

مفهوم المواطنة والمزايدات

724 21:24:00 2010-08-26

زهراء الحسيني

قد تقفز الى الاذهان مصطلحات ومفاهيم مثيرة ومغرية في سياقات الاداء الديمقراطي ويبدو ان بعضها يصعب على الافهام وان يتبادر الى الاذهان بشكل ملفت ولعل اهم تلك المصلحات والمفاهيم اثارة في مرتكزات الوعي الديمقراطي هي فكرة المواطنة وما تستدعيه من تصورات تشكل بمجموعها اشكالية مهمة في المفهوم الوطني وامكانية التوصل الى فهم صحيح الى مفهوم المواطنة بكل سياقاتها وتبادراتها الصحيحة وكما يقال في المنطق ان التبادر علامة الحقيقة والمقصود التبادر الظاهري للمفاهيم.بعض المفردات الفكرية والسياسية تجري في مدلولها الواضح الذي لا يحتاج عناية فائقة او كلفة زائدة في الفهم وهو ما يجعل فهمها وتفسيرها واضحاً بينما بعض المفردات والمفاهيم تحتاج الى اعمال للفكر والتصور بسبب تعسر فهمها واستيعابها وتعدد مداليلها وربما ابرز هذه الافكار هي فكرة المواطنة التي كثر تداولها مؤخراً واستغلت كثيراً في سياق المزايدات والادعاءات والاتهامات وسنحاول الاشارة الى هذه المفردة المهمة ودور الائتلاف الوطني العراقي في تعضيدها وتعزيزها في الواقع السياسي.المواطنة كرؤية وفكرة تعززها الاداءات الديمقراطية في البلاد بحاجة الى فهم واضح ومدلول دقيق يستوعب هذه اللفظة وافاقها فليس اطلاق هذه اللفظة على تبادراتها دون ان نعي فقه المواطنة الحقيقية فقد استطاع الطائفيون الذين تحكموا بمقدرات العراق طيلة الاربعين عاماً الماضية من تشويه معطيات المواطنة وافراغها من محتواها الهادف واساءوا الى تصوراتها اساءة بالغة وسلبوها عمن يعارضهم او يقف ضد فكرهم المنحرف واستخفوا بعقول ووعي العراقيين الى درجة صوروا فيها كل من لم ينتم الى حزب البعث بانه غير وطني ولا يمتلك روح المواطنة الحقيقة.والمؤسف ان ردود فعل غير منضبطة ومنفعلة تركزت في وعي بعضنا فاستفزته لفظة المواطنة التي صورها الطائفيون الصداميون بانها حكر على فكرهم واعتقلوا واعدموا الوطنيين الشرفاء تحت لافتة العداء للوطن بينما المدافع الحقيقي عن الوطن والانتماء للعراق هم اولئك الذين تحدوا النظام السابق واعلنوا مواجهته وصعدوا اعواد المشانق وهم يهتفون من اجل الدين والوطن.وبعد سقوط نظام الطائفية والبعث في التاسع من نيسان 2003 استعاد العراقيون انفاسهم واحساسهم الوطني واكدوا حماسهم ودفاعهم وتفانيهم من اجل الوطن ووقفوا وقفة مشرفة تعبيراً عن وطنيتهم وعقيدتهم ولن يدعوا فرصة للمزايدين والمفترين بان يسلبوا عنهم وطنيتهم بالاراجيف والاتهامات.ولكن يبقى السؤال الاكثر اثارة وهو ماذا تعني الوطنية فهل هي مجرد شعارات وكلمات فلسفية مجردة نحاول اجترارها وتكرارها دون فهم حقيقي لمدلولها الواقعي؟وهل نفهم المواطنة فهماً احادياً دون مشاركة وتبادل وتفاعل مشترك بين المواطنة والمواطن؟وهل المواطنة تعني الواجبات والتضحيات والضريبة المستمرة دون ان يكون للمواطن حقوق واستحقاقات الثروة؟المواطنة باختصار شديد هي الانتماء والمشاركة والمفاعلة والحقوق والواجبات والامان وانسانية الانسان والعيش بكرامة في وطن للجميع وليس لطائفة او فئة الحق في الاستئثار بالاستحقاقات والامتيازات ويتحمل الاخرون الضريبة الباهظة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك