علي البغدادي
ان تشكيل التحالف الوطني ولو جاء متأخراً كان ينبغي ان يكون ما قبل الانتخابات وهو خطوة ايجابية جاءت بالاتجاه الصحيح وهي بالتأكيد كانت خير الشرين فليس من الصحيح الانشغال بجلد الذات وتوجيه اللوم والتأنيب لمن اخطأوا في توحد الائتلافين قبل الانتخابات لكي نفسح المجال لغيرنا ليقطف ثمار المبادرة ويضعنا في موضع محرج قد يقودنا الى خسائر غير محسوبة.وما يجعلنا نعزز قناعتنا باهمية الائتلاف الواحد للدخول في المنازلة الانتخابية الصعبة هو ردود الفعل غير المنضبطة الناجمة من اعلان التحالف الوطني وحجم الانفعالات من القوى الاخرى التي لم تستطع ان تمسك تأثرها وغضبها من هذا التحالف وهو ما يعكس حرص هذه القوى على منع التحالف قبل الانتخابات وبعدها لما يشكله من حقيقة وامر واقع ينتزع الاستحقاق الدستوري بتشكيل الحكومة باعتباره الكتلة الاكبر عدداً.المشككون بمصداقية التحالف الوطني والساعون لتفكيكه هم انفسهم الذين نجحوا في تفكيك الائتلاف العراقي الموحد الى ائتلافين للدخول في الانتخابات وهم انفسهم الذين يحاولون ابعاده واستبعاده عن الاستحقاق الدستور بتشكيل الحكومة.لن نسمح او نتسامح مع من يريد العودة بنا للمعادلة السابقة او المربع الاول ويضع العصي في عجلة التحالف الوطني ويحاول التشكيك بمصداقيته وواقعيته ولن نسمح باستغلال الخلافات بوجهات النظر بين اعضاء الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون لسحب البساط من كلا الائتلافين والتفريط بالتحالف الوطني.ان سقوط المعادلة السياسية الظالمة في التاسع من نيسان 2003 اسهم في ادخال العراق في منعطف تأريخي كبير ومسار ديمقراطي لا يمكن تجاوزه او القفز عليه مهما كانت التحديات والتهديدات.ذاكرة العراقيين مازالت تستحضر وتستذكر مشاهد التعذيب والقمع والابادة التي مارستها عصابات البعث البائد عندما كانت داخل السلطة وحتى عندما تحولت خارجها بعد التغيير في توزيع الابادة بشكل عشوائي على الجميع.نهاية تلك المرحلة الظالمة والمظلمة تمثل انقاذاً حقيقياً لكل مكونات العراق دون استثناء وان تركز الظلم السابق على بعض المكونات العراقية وهو ظلم لا تتحمله بقية المكونات مطلقاً لاننا لا يمكن ان نعمم الاخطاء ونخلط الاوراق فالجميع كان ضحايا التهميش والضياع والاهمال.المعادلة الجديدة بكل الامها وامالها وهي مرتكز مهم من مرتكزات الديمقراطية الجديدة في العراق لم تظلم احداً من ابناء العراق لاسباب مذهبية او قومية او سياسية وان الجميع مستهدف من قبل اعداء العراق من الارهابيين والتكفيريين والصداميين.اذا صنف النظام السابق ابناء العراق ومكوناته ضمن درجات وخانات طائفية امعاناً للاساءة البالغة لكل العراقيين فان المعادلة الجديدة كانت الضمانة الاكيدة لحفظ حقوق الجميع دون تمييز او تفريق.ومن هنا فاننا بالقدر الذي نحرص فيه على استيعاب كل ابناء العراق ضمن المعادلة الجديدة ونبذ التمييز الطائفي والعنصري فاننا لم ولن نسمح بعودة المعادلة السابقة حفاظاً على التجربة الجديدة ووحدة وانسجام ابناء شعبنا.ومن يفكر متوهماً بعودة تلك المرحلة الظالمة والمظلمة ويبشر بقايا النظام بالعودة الى الماضي الاسود ولو عبر الاستغلال السلبي للديمقراطية واستحقاقاتها فان ذلك من الاوهام والاحلام بعيدة المنال بل مستحيلة المآل.ان الواقع العراقي الجديد لا يمكن تغافله او تجاهله بايجاد مبررات غير منطقية وواقعية وقطع الطريق امام التحالف الوطني للوصول الى تشكيل الحكومة فان هذا استحقاق دستوري ووطني لا يمكن انكاره مطلقاً.
https://telegram.me/buratha