اعتقلت الشرطة الألمانية الكاتب والسياسي المخضرم يورغن تودنهويفر (84 عاما)، بعد منشور على منصة "إكس" قارن فيه بين سياسات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجرائم النازيين بحق اليهود.
وأكد تودنهويفر، النائب السابق عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) ومؤسس حزب "العدالة"، أن شرطة ميونيخ داهمت شقته وصادرت هواتفه وأجهزته الإلكترونية، بعد أسابيع من المراقبة. وذكر أن السلطات فتحت بحقه تحقيقا جنائيا بتهمة "التحريض"، بموجب قانون يجرم التقليل من شأن الهولوكوست أو تشبيهه.
وكان تودنهويفر قد كتب في منشوره: "سيد نتنياهو، ألا يحتج ضميرك عندما تفعل بالفلسطينيين ما فعله النازيون الملعونون باليهود؟"
ورأى الكاتب أن هذا الإجراء يمثل "هجوما مباشرا على حرية التعبير"، مضيفا: "إذا سُجنت، فسأعتبر ذلك شرفا، لأن الدفاع عن حرية فلسطين وسلامها واجب أخلاقي".
ووصف ما جرى بأنه عودة لـ"شرطة الأفكار" في ألمانيا، منتقدا في الوقت ذاته الترحيب الرسمي بنتنياهو، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، في الوقت الذي تقمع فيه أصوات منتقديه.
تودنهويفر، المعروف بمواقفه المناهضة للتدخلات الغربية في الشرق الأوسط، ألف عدة كتب حول العراق وأفغانستان وتنظيم "داعش"، ويعد من أبرز الأصوات الألمانية المنتقدة للدعم غير المشروط الذي تقدمه برلين للاحتلال.
وفي سياق متصل، كانت الأمم المتحدة قد دعت هذا الأسبوع ألمانيا إلى "التوقف عن تجريم وتقييد أنشطة التضامن المشروع مع القضية الفلسطينية"، في ضوء تصاعد الاعتقالات والإجراءات العقابية ضد النشطاء والمحتجين.
وتأتي هذه الحادثة وسط تصاعد الانتقادات الدولية لألمانيا بشأن قمع حرية التعبير المرتبطة بانتقاد الاحتلال أو دعم الحقوق الفلسطينية.
https://telegram.me/buratha
