كشفت صحيفة الفايننشال تايمز في تقرير لها تجييش السعودية وحلفائها في الحصار المفروض على قطر، لوسائل إعلامهم ضد الدوحة بصورة غير مسبوقة.
وأعطت الصحيفة مثالاً بتجريد قناة العربية المملوكة للرياض أمير قطر من لقبه المعروف به، والحديث باسمه مجرداً..
ويقول تقرير "الفايننشال تايمز" إن ذلك يظهر بوضوح كيف باتت وسائل الإعلام تستخدم كسلاح أساسي في الأزمة الدبلوماسية التي تواجهها السعودية وحلفاؤها الثلاثة في صراعهم ضد قطر.
وتنقل "الفايننشال تايمز" عن الإعلامي السعودي "عوض الفياض" من شبكة إم بي سي المملوكة للحكومة السعودية قوله "تاريخياً كان إعلام السعودية يتسم بأنه إعلام محافظ لكن يبدو أنه في الأزمة الأخيرة قد خلع قفازاته".
ويرى التقرير أن الأزمة في الخليج وصلت بعد شهرين من اندلاعها إلى طريق مسدود، وبعد سرده للإجراءات التي قامت بها دول الحصار الأربع ومطالبتها ضمن قائمة من ثلاثة عشر مطلباً بإغلاق قناة الجزيرة، يخلص إلى القول بأن الرياض وحلفاءها من دول الحصار صعدوا الأزمة بصورة سريعة ودراماتيكية، بحيث تبدو الآن وهي لا تملك سوى القليل من الخيارات الواقعية لممارسة ضغط على الدوحة.
ويقول التقرير إن إطلاق وسائل الإعلام الرسمية ككلاب هجومية من قبل دول التحالف يسهم في الإبقاء على الدعاية الإعلامية حية ليس فقط من أجل الاستهلاك المحلي، ولكن من أجل كسب تأييد الحلفاء الغربيين.
ويشير إلى أن تغطية هذه القنوات تراوحت بين قصص تهدف إلى دعم المزاعم حول دعم قطر للإرهاب إلى قصص أخرى أكثر ابتذالاً.
ويعطي التقرير مثالاً بما قامت به قناة سكاي نيوز العربية، وهو مشروع مملوك لأحد أعضاء العائلة الحاكمة في أبوظبي مشاركة مع شبكة سكاي نيوز الإنجليزية، عندما قامت القناة ببث فيلم وثائقي الشهر الماضي زعم وجود صلات بين الدوحة والإرهابيين الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة عام 2001، كما يعطي مثالاً آخر أيضاً بجريدة عكاظ السعودية والتي زعمت على حد وصف التقرير أن متاجر هارودز الشهيرة في لندن والمملوكة لقطر تسجل معلومات الزبائن من دول الحصار لدى استخدامهم بطاقات الائتمان في الشراء منها.
وينقل تقرير الفايننشال تايمز عن صحفيين سعوديين لم يسمهم بأنهم يتعرضون لضغوط حكومية من أجل انتقاد قطر، ووفق ما قاله أحد رؤساء التحرير لكاتب التقرير فإن المسؤولين السعوديين يستخدمون رسائل نصية عبر الموبايل لقوائم من الصحفيين لإصدار التعليمات لهم بكيفية صياغة التغطية، وما هي الزوايا التي يجب أن يركزوا عليها وينقل التقرير عن المصدر قوله بايجاز "إنها أوامر وليست مقترحات".
ويشير التقرير إلى أن وسائل الإعلام في منطقة الخليج عرفت دوماً بأنها تخضع للسيطرة المطلقة للحكومات، لكنه يقول إن إطلاق الجزيرة عام 1996 أحدث ما يشبه ثورة إعلامية في المنطقة.
ويقول تقرير الفايننشال تايمز "إنه وفي الوقت الذي تصر فيه الجزيرة على استقلاليتها تحريرياً، فإن الرياض وأبوظبي يرونها ناطقة باسم الجماعات الإسلامية التي يقولون إنها مدعومة من قبل الدوحة، ويعتبر التقرير أن إطلاق السعودية لقناة العربية وإطلاق الإمارات لقناة سكاي عربية كان بمثابة سعي لمواجهة نفوذ الجزيرة الإعلامي".
https://telegram.me/buratha