أكّد أستاذ الدراسات الفلسفية في جامعة لييج البلجيكيّة، إدوارد دولريول، أهميّة التعامل مع الإسلام كباقي الدّيانات الأخرى، معرباً عن تفاؤله بخصوص المستقبل رغم وجود تحدّيات أمام الشّباب المسلم، بحسب ما نقل عنه موقع "الإذاعة والتلفزيون البلجيكي".
وفي ظلّ تخوّف المجتمع من وقوع هجمات إرهابيّة جديدة باسم الإسلام، لفت إلى أنَّ مكانة الإسلام في فرنسا وبلجيكا أصبحت من أكثر المسائل إثارةً في الأوساط العامَّة، لافتاً إلى أنَّ القول إنَّ السّبب وراء الهجمات الإرهابيّة في أوروبّا دينيّ محض، وإنّ السبب في ذلك هو الدّين الإسلاميّ، هو اعتقاد خاطئ تماماً. وقال: "نعلم جيّداً أنّ الإرهابيّين ليسوا برجال دين، ولم يكونوا في بادئ الأمر متديّنين، كانوا مجرّد قلّة من المنحرفين".
وتابع دولريول: إنّ "القول أيضاً بأنّ الانحراف والجيل الثّاني الضّائع، والتمييز والهشاشة الاقتصادية والاجتماعية، سبب في تلك الهجمات، أمر خاطئ أيضاً. الأسباب معقّدة، وأولئك الذين يحاولون تقديم شروح مختصرة مضلّلون. وأرى صراحة أنّ تلك محاولة لتضليلنا".
ورغم الوضع الحاليّ، شدّد الفيلسوف البلجيكي على "ضرورة اعتبار الدّين الإسلامي كباقي الديانات الأخرى"، إذ يقتضي ذلك توفير الحقوق نفسها الممنوحة للدّيانات الأخرى، غير أنّ "الحقيقة مخالفة لذلك، لأنّنا لا نجد إلى اليوم برامج مخصّصة للدّين الإسلامي على إذاعة وتلفزيون القطاع العام".
كما نوَّه الفيسلوف إلى أنَّ الشَّباب المسلم في الغرب يواجه تحدّيات عديدة داخل مؤسَّساته الدينيَّة أحياناً، "فالإسلام في الدّول الغربيّة ضائع بين عدّة توجهات، فهناك الأئمّة الّذين يرغبون في الحفاظ على الخطاب التّقليدي، والفئات الدينيّة الّتي تحاول تحقيق مكتسبات سياسيّة، والفئة العلمانيّة المطالبة بتحديث الخطاب"، ولذلك، يظلّ الشّباب اليافع أحياناً غير قادر على التّمييز بين الخطاب المتشدّد والوسطي، وقد يجرّه ذلك أحياناً إلى مسارات غير مرغوب بها.
وتبلغ نسبة الجالية المسلمة في بلجيكا حوالى 6 في المئة من مجموع تعداد سكّان البلاد، ولذلك يعدّ الإسلام ثاني ديانة في البلاد. ويشير باحثون إلى أنّ "الإسلام ينغرس شيئاً فشيئاً في بلجيكا، رغم الصّعوبات الكثيرة اليوم".
https://telegram.me/buratha