قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الجمعة، إن مؤتمر غروزني الخاص بتعريف من هم "أهل السنة" "استُغل من قبل المتربصين بالأزهر"، مؤكدا أنه غير مسؤول عن بيان المؤتمر الختامي الذي استثنى السلفية من قائمة المشمولين بصفة "أهل السنة"، ورفض اتهامه بـ"إقصاء طائفة دون أخرى"، مشددا على أنه وفقاً لـ"منهج التعليم بالأزهر الذي تربى عليه" فإن "السلفيين من جملة أهل السنة والجماعة."
وأضاف الطيب أن الوفد الأزهري الذي شارك في المؤتمر لم يكن على علم بالبيان الختامي وأنه لم يُعرض عليهم قبل إصداره، "بل لم يكن وفد الأزهر الرسمي موجودًا في غروزني حين أعلن، ومن ثَمَّ فإن الأزهر غير مسئول عن هذا البيان، وما يُسأل عنه فقط هو الكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر،" حسبما نقل موقع التلفزيون المصري الرسمي عن الطيب في حديثه الأسبوعي الذي يذاع يوم الجمعة.
وتابع شيخ الأزهر بأن إجابته على سؤال من هم "أهل السنة والجماعة"، "استدعاها من منهج التعليم بالأزهر، الذي تربى عليه ورافقه منذ طفولته، ودرسه عبر ربع قرن،" على حد قوله.
ووجه الطيب رسالة لمن وصفه بأنه "يتربص بالأزهر ووحدة المسلمين،" قائلا: "من يتربص بالأزهر وبوحدة المسلمين يقول: يا أهل الحديث يا سلفية! شيخ الأزهر أخرجكم من أهل السنة والجماعة، لكن من يستمع إلى الفقرة التي جاءت بعد ذلك يأتيه الرد: ’تعلمنا في أبحاثنا بالدراسات العليا أن أهل السنة والجماعة هُم الأشاعرة والماتريدية، وأهل الحديث – وهم السلفيون- وأن فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، لم يخرجوا من عباءة هذا المذهب، كما يقول سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام."
وقال إمام الأزهر: "يا أهل السلف أنتم من جملة أهل السنة والجماعة، وهذا المفهوم بهذا العموم الذي يشمل علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدثين وأهل التصوف والإرشاد، وأهل النحو واللغة، أكده قدماء الأشاعرة أنفسهم منذ البواكير الأولى لظهور هذا المصطلح بعد وفاة الإمام الأشعري، وهنا أؤكد أن مفهوم أهل السنة والجماعة ليس بقاصر على الأشاعرة والماتريدية فقط بل وأهل الحديث، وأهل التصوف والإرشاد المنضبطين بالكتاب والسنة، ولم نتوقف عند ذلك بل أضفنا إليهم الفقهاء، بل وعلماء النحو واللغة؛ لأن هذا الذي كان يشكل جمهور الأمة من مذهب أهل السنة والجماعة."
وشدد الطيب: "أنا لا أجامل السلفيين حين أقول ذلك، ولكن مذهبي الأشعري هو الذي علمني هذا."
ويُذكر أن مشاركة الأزهر في المؤتمر الذي انعقد في الشيشان في أغسطس/ آب الماضي، أدى إلى موجة غضب سعودية حادة تمثلت في انتقادات قاسية وجهها عدد من الإعلاميين والناشطين في الأوساط السعودية للأزهر بشكل خاص، ولمصر بشكل عام.
https://telegram.me/buratha