حصدت الصراعات والاشتباکات الدائرة في سورية لحد الان ارواح مئات الالوف من الاشخاص وحولت الملايين من السوريين بين نازح ولاجئ. ان هذه الصراعات الداخلية واشتعال التوترات الطائفية في المنطقة ادت الى اغراق الشرق الاوسط بالدم والنار ورسمت افاقا مظلمة له.
وفی اطار ذلك كشفت احدى الرسائل الالكترونية للسيدة هيلاري كلينتون المترشحة الديمقراطية التي خسرت الانتخابات الرئاسية الامريكية، ان اسرائيل والغرب يرحبان بالحرب الاهلية في سورية وكذلك التوترات والصراعات السنية – الشيعية في المنطقة ويعتبرانها تصب لمصلحة اسرائيل.
وجاء فی هذه الرسالة الالكترونية التي يعود تاريخها الى عام 2012 بان “اجهزة الاستخبارات البريطانية والفرنسية ترى بان الاسرائيليين يؤمنون بان الحرب الاهلية فی سوریة لها ابعاد ايجابية. فان سقط نظام الاسد، فان ايران ستخسر حليفها الوحيد في الشرق الاوسط وستصبح في عزلة. كما ان سقوط الاسد یمکن ان یُسعِّر نار الحرب الطائفیه بین الاغلبیه السنیه والاقلیه الشيعیه فی المنطقه وسیجر ایران الیها. وهذا لیس سیئا بالنسبه لاسرائیل وحلفائها الغربیین … وهکذا سیناریو سیجعل ایران تنحرف عن نشاطاتها النوویه لمده ملحوظه. الامر الذی یمکن ان یسهم فی سقوط الحکومه الحالیه فی ایران”.
وهذا الايميل وهذا التحليل عن تطورات الوضع في المنطقة يظهر سبب اطالة امد الحرب الداخلية في سورية ومن يقف وراء اذكاء نار الحرب والصراعات الطائفية في المنطقة. وربما بدا للكثيرين ان كون الغرب يقف موقف المتفرج والناظر على ما يجري من احداث وتطورات في سورية وبث الفضائيات والقنوات التلفزيونية على مدار الساعة من لندن باللغتين العربية والفارسية والتي تقرع على طبول الشيعة والسنة، ربما بدا للوهلة الاولى بانه امر غير مبرمج ومخطط له. على الرغم من ان هذا الموضوع كان قد اتضح للكثيرين الاخرين ممن يراقبون ويرصدون الاوضاع والتطورات الجارية. لكن هذا البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون يظهر ذروة خبث اسرائيل وحلفائها الغربيين وكيف انهم ومن اجل توفير مصالحهم الفورية والعابرة، مستعدون لابادة وتدمير بلد ما، وصب الزيت على نار الحرب الطائفية والاهلية.
https://telegram.me/buratha