ثقافة الكراهية والدجل والقتل

هل بدأت مرحلة الاغتيالات للنشطاء في السعودية؟ (الشهيد الفرج أنموذج)

2618 09:56:13 2015-07-27

علي آل غراش كاتب واعلامي   رحم الله البطل المناضل الناشط الشهيد محمد عبدالرحيم الفرج، الذي اغتيل برصاصة الغدر والخيانة فجر يوم الأحد 26/7/2015. لينضم إلى قافلة الشهداء الأبرار المظلومين من شباب الحراك الشعبي للمطالبة بالحقوق والإصلاح الشامل في الوطن، والإفراج عن المعتقلين السلميين الأبطال الأبرياء، الذين سقطوا برصاص رجال الأمن.

هل بدأت مرحلة الاغتيالات وتصفية النشطاء السلميين في السعودية؟.

عملية الإغتيال للبطل الشهيد محمد الفرج مرحلة خطيرة ومخيفة، تؤكد على الفوضى وعدم وجود دولة القانون والمؤسسات في البلاد، بسبب تخبط سياسة السلطة في الداخل والخارج.

من يقف خلف عملية إغتيال ناشط حقوقي مسالم مطارد وملاحق من قبل الجهات الأمنية، التي فشلت لمدة سنوات من القبض عليه؟.

من المستفيد من عملية الإغتيال للنشطاء والحقوقيين السلميين المغضوب عليهم من قبل السلطة الحاكمة؟.

ما دور المجتمع بعد هذه العملية تصفية النشطاء السلميين بهذه الطريقة الإغتيال، وهل سيشهد الشارع تحركا من الشعب لرفض هذا الأسلوب الخطير الاغتيال، ومحاسبة ومحاكمة من يقف خلف هذه العملية، وإيقاف مسلسل القتل والدم للنشطا؟.

عملية الإغتيال وقعت في مدينة العوامية لشاب مطارد وملاحق من قبل السلطة لمدة سنوات، بعد فشل الجهات الأمنية من القبض عليه طوال الفترة الماضية، وكما هو معروف عملية الاغتيال هي عملية قتل متعمدة تم التخطيط لها بشكل مسبق، ومراقبة دقيقة لحركات الشهيد، من قبل مخبرين في العوامية قبل تنفيذ عملية الإغتيال، ونقل عن أهالي العوامية أخبار تفيد " ان القاتل عرف بالتورط في سلسلة من جرائم القتل وذلك عبر علاقته مع جهاز المباحث وتعاونه مع الأجهزة الأمنية، ومراقبة النشطاء وتسهيل وصول فرق وزارة الداخلية إليهم وتصفيتهم".

عدم نشر أي معلومات من قبل الجهات الأمنية حول اغتيال مواطن - لمجرد أنه مطلوب - ، يثير القلق والشك، سيما ان الجهة المتهمة لغاية الآن هي من تقوم بملاحقة ومطاردة الشهيد، وهي الجهات الأمنية، وإذا لم تكن هي وراء عملية الإغتيال، فعليها تقديم المجرم للمحاكمة.

تأتي عملية الإغتيال الأخيرة للناشط الإصلاحي السلمي الشهيد محمد عبدالرحيم الفرج، لإيصال رسالة من السلطة الأمنية في الدولة لكل من يفكر بالمطالبة بالإصلاح وانتقاد سياستها، ولزيادة الترهيب للشعب، وتخويف الذين يرفضون تسليم أنفسهم للجهات الأمنية - يرفضون لعدم الثقة في مؤسسات السلطة -، وكرسالة جديدة من السلطة انها سوف تستخدم كافة الأساليب للقضاء على كل النشطاء والحقوقيين السلميين، بمجرد رفضهم تسليم أنفسهم، ودون الرجوع للمحاكمة والقوانين التي تؤكد بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، حيث شاهد العالم سقوط عدد من الشهداء والجرحى عبر لجوء القوات الأمنية للاساليب العسكرية المفرطة في التعامل مع المطلوبين بسبب الحراك الشعبي للمطالبة بالإصلاح والإفراج عن المعتقلين.

الشهيد محمد الفرج، - مثل بقية شباب الحراك الشعبي الذين سقطوا شهداء - لم يرتكب أي اعتداء على أي شخص، بل هو ضد الظلم والفساد، فهو شخصية مسالمة، محب للخير وخدمة ومساعدة الآخرين، قد تم الزج بأسمه في لائحة المطلوبين نتيجة نشاطه الحقوقي والإصلاحي، وملاحقته ومطاردته ثم اغتياله في الفجر بدم بارد، رغم أنه طوال سنوات الملاحقة له لم يشكل خطرا على المواطنين وعلى الوطن، لتقوم السلطة بتصفيته جسديا.

ليعلم العالم ان الشهيد الفرج اغتيل لمجرد أنه مطلوب للجهات الأمنية بسبب المطالبة بالإصلاح والإفراج عن المعتقلين الأبطال السلميين.

على الشعب التحرك، لإنقاذ الوطن والمواطنين، من مسلسل الكراهية والطائفية البغيضة والتكفير والعنف والتفجيرات لدور العبادة وقتل المصلين، ولرفض أسلوب الإعتقالات التعسفية، والسجن والجلد للنشطاء والحقوقيين السلميين، وعدم الصمت عن أسلوب الاغتيالات للنشطاء والحقوقيين. صمت الشعب يعني القبول بممارسات السلطة الفوضوية والتلاعب بالأرواح والوطن، واستمرار الخطر الذي يهدد الجميع.

المطلوب الكشف عن الحقيقة من مصادر موثوقة، لعدم ثقة الشعب في السلطة ومؤسساتها وبالخصوص الأمنية والقضاء.

السلطة المحترمة التي تحترم القانون لا تلجأ لقتل وتصفية أي إنسان بمجرد انه مطلوب رغم أنه سلمي، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، وبعد تقديم دليل مادي يثبت جريمته، ولهذا على السلطة تقديم الادلة على اي شخص متهم عندما تصفه بالمطلوب للجهات الأمنية، وتوثيق اي عملية قبض أو قتل تقوم بها الجهات الامنية، ودون ذلك تبقى الروايات الأمنية محل الشك لا تصدق.

رحم الله الشهيد محمد الفرج والشهداء الأبرار، وتحية لكل النشطاء والإصلاحيين والحقوقيين السلميين والمطالبين بالإفراج عن المعتقلين الشرفاء، وتحية لكل المعتقلين الأحرار بسبب نشاطهم السلمي والتعبير عن الرأي.

علي آل غراش  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك