سامي جواد كاظم
اجمعت الامة الاسلامية سنة وشيعة بعدم تحريف القران الا الخوارج ( الوهابية) فانهم فقط يصرون على التحريف ولكن اصرارهم هذا ياتي من خلال قذف غيرهم بالتهمة حتى يدافع المتهم عن نفسه فيستدل باحاديث تتهم الاخرين ولان الوهابية ليست السنة والجماعة فانها تستانس بخلافات السنة والشيعة بخصوص تحريف القران وحتى نفوت الفرصة على الوهابية والشيطان فنقول بسلامة القران باجماع المسلمين.
ومن بين اهم الادلة التي يستدل بها الوهابيون على الشيعة بخصوص تحريف القران هو كتاب فصل الخطاب في تحريف كلام رب الارباب ، وهذا الكتاب اصلا حرفوا عنوانه فكتبوا فصل الخطاب في اثبات تحريف كلام رب الارباب وهذا خلاف العنوان ، والامر الاخر لست بصدد ذكر دفاع المؤلف النوري عن نفسه بخصوص الكتاب وانه لم يقول بالتحريف ولا ثناء العلماء عليه ومنهم تلميذه الثقة اغا بزرك الطهراني ولكني اسال الوهابية ماذا يعني التحريف ؟
مسالة الزيادة والنقيصة امر مستحيل الوقوع بدليل انا له لحافظون ، اضافة الى ايات اخر ولكن اسال اذا غير تفسير الاية الا يعتبر تحريف ؟ اذا غير رسم الكلمة الا يعتبر تحريف ؟ اذا اوقعوا اللحن في الكلام الا يعتبر تحريف ؟
في الاتقان الجزء الاول ص 182 المكتبة الثقافية بيروت ذكرت عائشة زوج الرسول بعد ما سؤلت عن لحن القول في بعض الايات منها (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) فقالت : يا بن اختي ( عروة بن الزبير وناقل الحديث ولده هشام)هذا عمل الكتّاب اخطاوا في الكتابة، قال السيوطي الاسناد صحيح على شرط الشيخين .
وانا اؤيد ماجاء في هذا الحديث والا كيف يمكن لكاتب القران ان يفصل حرف الجر عن المجرور كما في الاية ( مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ) اليس الصحيح اتصال اللام حرف الجر باسم الاشارة ؟ وكذلك ( فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) وغيرها الكثير ، وهذه الاية (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ..) فصلت ما عن اين وكلمة (اينما) إذا جاءت متصلة تكون بمعنى (كل مكان)وهي المفروض ان تكون هنا كما في الاية (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ)، وفصل كى عن لا في " كى لا يكون دولة " ووصلها في " لكيلا تأسوا "
واما التحريف فيما يخص التفسير فحدث ولا حرج ، مثلا عندما طلب عبيد الله بن زياد شبث بن ربعي لمقاتلة الحسين عليه السلام تمارض فقال له ابن زياد هل اصبحت مثل الذين اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم ، اصبح ابن زياد المؤمن والمتخلف عنه مع الشياطين ، اليس هذا تحريف للمعنى ؟
الامر الاخر سابقا كانت العرب تعرف أي كلمة او حرف دخيل على أي عبارة او شعر او نثر وهاهو الاصمعي الذي لايعتبر من الفقهاء او العلماء عندما قرات امامه اية من القران الكريم خطا صححها وهو ليس ممن يحفظ القران ، ولهذا كان العرب سابقا عندما يكتبون القران يكتبون التفسير والتوضيح ضمن الاية لانهم يعلمون ان هذا التفسير ليس من قوله تعالى مثلا روى الطبراني في الكبير (10/ 320) عن ابن عباس قال : كانت المتعة في أول الإسلام وكانوا يقرؤون هذه الآية (فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى....).فالقارئ العربي يعلم ان هذا الدخيل هو التفسير وليس من النص .
نعود الى قران علي عليه السلام ، فلما جاء به الى القوم رفضوه اسال هنا هل قراوه ومن ثم رفضوه ام انهم رفضوه قبل ان يقراوه ؟ فاذا قراوه ووجدوا فيه اختلاف يدل على التحريف لتمسكوا به واستدلوا به على خطا الامام وتحريف القران ، ولكنهم رفضوه فهذا يعني انهم وجدوا تفسير القران وتثبيت المعنى في مواضعه وهذا خلاف اهوائهم فرفضوه ، واذا لم يقراوه فانهم متيقنين بما فيه من الحق فلم يقراوه .
واما بالنسبة لبعض الاحاديث التي تنسب الى الامام الصادق عليه السلام بالقول بالتحريف فانها لا تخرج عن ثلاث اعتبارات فنقول :اما الخلل في السند، واما انه قصد عليه السلام بالتحريف هو تحريف التفسير ، او قصد تحريف القراءة ، واذا لم يقصد لا هذا ولا ذاك فلم لم يحاسب ويرد من قبل الخليفة او وعاظ السلاطين في وقتها ؟
ان من اهم اسلحة الوهابية للتشبث بالبقاء وعدم الانهيار هو الهجوم بمفخخات السيارات والاتهامات
https://telegram.me/buratha