التقارير

"عيال زايد" والدور القذر في ليبيا  

2080 2020-05-21

متابعة / قاسم آل ماضي ||

 

الوقت- يتساءل الكثيرون ممن يُتابعون الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط، ولا سيما الدول التي تشهد حالة من الصراع، كليبيا على سبيل المثال، عن سبب التدخل الإماراتي المُريب والكبير في هذه الدولة، فلا ناقةً لها ولا جمل في كل ما يجري هناك، وإذا سلّمنا جدلًا بأنّه من حق مصر التدخل كونها جارة وتشترك مع ليبيا بآلاف الكيلومترات، وحتى إذا أجزنا لتركيا الفعل ذاته كونها مُدعوّة من قبل الحكومة الشرعية والمعترف بها دوليًا، أما ماذا عن التدخل الإماراتي، ولماذا يهدر "عيال زايد" كل هذه المليارات على دولة أخرى وفي قارةٍ أخرى، وهيئت لرجل انقلابي كل ما يحتاجه للانقلاب على شرعية الدولة وإدخال البلاد في أتونٍ حرب ليس من الواضح أنّها ستنتهي قريبًا.

·        جسر جوي

منذ أكثر من ست سنوات؛ تُحاول دولة الإمارات فرض رغبتها ونفوذها على الأرض الليبية من خلال استخدامها لخليفة حفتر الذي أصبح كالدمية بيد "عيال زايد"، وخلال هذه الفترة اُتهمت الإمارات بإرسال الأسلحة والمُرتزقة لحفتر، وهو ما يُناقض قرارات الأمم المُتحدة التي تفرض حضرًا على تزويد أطراف النزاع في اليمن بالأسلحة.

جديد خُروقات الإمارات للقرارات الدولية هو ما كشف عنه تقرير سري للأمم المتحدة أكّد أن عيال زايد أقاموا "جسر جوي" بشكلٍ سري وذلك بهدف منع تقهقر قوّات حفتر المُتهاوية، حيث تمّ تزويد تلك القوّات بالأسلحة والعتاد اللازم بعد أن شارفت على الهزيمة، وذلك في انتهاك صريح وواضح لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

الجسر الجوي الذي تحدثت عنه الأمم المُتحدة لم يكن الأوّل الذي أرسلته دولة الإمارات، فهي ومنذ العام 2014 ما فتأت على إرسال الإمدادات لقوّات حفتر، غير أنّ كافة تلك الأسلحة لم تستطع أن تُغيّر في ميزان القوى على الأرض، فتركيا وهي الداعم الأكبر لحكومة السرّاج مُصرّة على الوقوف بوجه الإمارات وبوجه حفتر، ولهذا السبب زجّ الأتراك بكل ثقلهم العسكري هناك وبالطبع أملًا في بقاء حكومة السرّاج التي عقدت معها اتفاقيات كبيرة في مجال النفط والغاز في البحر المُتوسط.

·        ومُرتزقة

أملًا في إبعاد الشبح التركي، لم يكتفِ عيال زايد بإرسال الأسلحة والعتاد بل ذهبوا بأنفسهم إلى هناك، وأرسلوا الطائرات الهجومية (F16) وضربوا الكثير من مراكز تجمّع قوّات حكومة السرّاج، غير أنّ الوجود الجوّي لا يعني شيئًا من دون السيطرة على الأرض، ولهذا السبب جمع الإماراتيون المُرتزقة من كافة بقاع الأرض.

وعلى مدار السنوات الخمس الفائتة جنّد الإماراتيون من "الجنجويد" أو من جماعات المعارضة المسلحة في تشاد أو جماعات من دارفور، حيث لعبت شركة بلاك شيلد الإماراتية دورًا بارزًا في هذا التجنيد، غير أنّ المُرتزق الذي يُقاتل من أجل المال لن يستطيع التقدم على الأرض أبدًا، وهذا ما شهدناه عينًا في اليمن بعد أن جمع عيال زايد وآل سعود مُرتزقة الأرض لقتال الشعب اليمني، غير أنّ النتيجة كانت لصالح سكان الأرض، وهو الخطأ عينه الذي وقع فيه الإماراتيون في ليبيا.

·        ثورات مُضادة

ليس غريبًا على أطفال يقودون إحدى أغنى دول العالم أن تكون تصرفاتهم على هذه الشاكلة، فلا خبرة سياسة لديهم، ولا أفق، وكلّ ما يهمّهم هو "مناطحة" دول كبيرة ومؤثرة على مستوى الإقليم، دون سببٍ معروفٍ لذلك، أما ما يُقال عن أنهم ضد الإسلام السياسي فهذا محض هراء لا يُسمن ولا يغني من جوع، إذن لماذا كل هذا الحقد ضد دول الربيع العربي؟

أكثر ما يخشاه "عيال زايد" أن تصل نسائم الربيع العربي إلى الإمارات التي يحكمونها، وعندها لن تستطيع لا أمريكا ولا غيرها حمايتهم من غضب الشارع العربي هناك، وعلى هذا الأساس يُحاول حُكام الإمارات الجدد الربيع العربي بعيدًا عن ممالكهم، ولهذا السبب أعاد الإماراتيون بالاشتراك مع السعوديون حكّام مصر من العسكر، ومن ثُم شنّوا حربًا هوجاء ضد اليمن بهدف إعادة أحمد صالح نجل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، واليوم يواصلون عملهم ويدفعون باتجاه إعادة العسكر إلى سُدّة الحكم في ليبيا.

وفي النهاية؛ فإنّ الدور القذر الذي يلعبه عيال زايد في ليبيا لن يؤتي أُكله، وستلحق بهم الهزيمة طال الزمن أم قصر، فالسلاح والمُرتزقة لن تنفع في قتال أبناء الأرض، هذا إذا افترضنا أنّ السرّاج يعمل لبناء بلده بعيدًا عن أيِّ أجندات خارجية، وإلّا فإنّ مصيره سيكون مُشابهًا لمصير حفتر الذي رهن بلاده لأهواء الإمارتيين.

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك