وتأتي تصريحات رئيس الوزراء متزامنة مع جهود يقوم بها رئيس الجمهورية جلال الطالباني الذي وصل أمس الى القاهرة في زيارة رسمية تستمر خمسة أيام، لتحريك العملية السياسية وإبقاء الأبواب مشرعة لإجراء حوار بين الحكومة وجبهة التوافق بعد قبول السيد المالكي استقالة وزراء الجبهة نهاية الأسبوع الماضي.وأكد رئيس الوزراء ان توحد ابناء الشعب العراقي في مواجهة التحديات ووقوفهم صفاً واحداً ادى الى تحقيق النصر على الإرهاب، مشيدا بالمواقف الوطنية التي جسدها ابناء محافظة الانبار في مواجهة تنظيم القاعدة وتضحياتهم من اجل تحقيق الأمن في محافظتهم ودعم سلطة القانون.
ونقل بيان أمس عن المالكي قوله خلال استقباله عددا من شيوخ عشائر ووجهاء محافظة الانبار: ان الحكومة وبعد تحقيق الأمن ستقوم بإعادة أعمار المحافظة وتقديم الخدمات اللازمة لها وجميع المحافظات العراقية.
ولفت الى ان لدى الحكومة مشاريع عديدة في مجالات التربية والصناعة والزراعة ستنفذها قريبا في محافظة الانبار وباقي المحافظات، وإنها ستقدم كل المتطلبات اللازمة لإقامة هذه المشاريع وإكمالها بأسرع وقت ممكن، كاشفا عن عزم الحكومة إطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت أدانتهم وغير الملطخة أيديهم بدماء العراقيين.
من جهتهم جدد شيوخ عشائر محافظة الانبار دعمهم للحكومة وتثمينهم لمواقفها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة وعموم البلاد.
على صعيد أخر أكد رئيس الوزراء استعداد الحكومة للتعاون مع المنظمة الدولية للصليب الأحمر في العراق وتمكينها من إعادة وجودها في العراق وتقديم الدعم والإسناد لها، لما ستقدمه من خدمات إنسانية لأبناء الشعب العراقي .
جاء ذلك خلال استقباله أمس وفد البعثة الدولية للصليب الأحمر في العراق الذي تترأسه بياتروس روجر رئيسة دائرة عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.ودعا المالكي الى ان تقدم منظمة الصليب الأحمر في العراق مشاريع تنسجم مع متطلبات المرحلة الحالية، وان تراعي الاحتياجات الأساسية لعموم المحتاجين إليها من العراقيين ، مبديا استعداد الحكومة لتوفير كل الإمكانيات الأمنية اللازمة لحماية بعثة الصليب الأحمر في العراق حتى تتمكن من أداء مهماتها على أفضل وجه وفي مناخ امني مناسب يشعرها بالاطمئنان خلال فترة عملها.في غضون ذلك وصل رئيس الجمهورية الى القاهرة أمس في زيارة رسمية تستمر لخمسة أيام، وكان في استقبال الطالباني الرئيس المصري حسني مبارك.ويرى مراقبون ان التطورات الأمنية التي ميزت الواقع العراقي بعد تطبيق خطة "فرض القانون" وإمساك القوات العسكرية بزمام المبادرة وضرب معاقل تنظيم القاعدة في مختلف مناطق البلاد والحد من دور المجاميع الخارجة عن القانون ساهمت بشكل كبير بالتوازي مع انفتاح الحكومة على قوى سياسية عدة من خلال مشروع المصالحة الوطنية الذي أطلقه رئيس الوزراء، في وجود موقف عراقي يفرض رؤيا جديدة على المجتمع الدولي للتعامل بصورة أكثر ايجابية مع العراق. ونقلت مصادر مطلعة :ان رئيس الجمهورية سيبحث مع المسؤولين المصريين وفي مقدمتهم حسني مبارك ملفي الأمن والأعمار، مشيرة الى ان الطالباني سيدعو الشركات المصرية الى الاستثمار والمشاركة في جهود إعادة البناء والأعمار في البلاد.ويضم الوفد المرافق للطالباني وزير الرياضة والشباب المهندس جاسم محمد جعفر وأعضاء اللجنة الاولمبية العراقية يترأسهم بشار مصطفى عثمان.وأضافت المصادر انه من المؤمل ان يحضر رئيس الجمهورية الى جانب عدد من رؤساء وملوك الدول العربية مراسيم افتتاح الدورة الرياضية العربية الحادية عشرة التي ستنطلق مساء اليوم الأحد في ملعب القاهرة الدولي، مؤكدة ان الطالباني سيزور بعد ذلك دولة الكويت.
https://telegram.me/buratha